وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون " " الذين حق عليهم القول " الشياطين أو أئمة الكفر ورؤوسه . ومعنى حق عليهم القول : وجب عليهممقتضاه وثبت وهو قوله : لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " هود : 119 ، السجدة : 13 و " هؤلاء " مبتدأ و " الذين أغوينا " صفته والراجع إلى الموصول محذوف و " أغويناهم " الخبر والكاف صفة مصدر محذوف تقديره : أغويناهم فغووا غيا مثل ما غوينا يعنون : أنا لم نغو إلا باختيارنا لا أن فوقنا مغوين أغوونا بقسر منهم وإلجاء . أو دعونا إلى الغي وسولوه لنا فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم ؛ لأن إغواءنا لهم لم يكن إلا وسوسة وتسويلا لا قسرا وإلجاء فلا فرق إذا بين غينا وغيهم . وإن كان تسويلنا داعيا لهم إلى الكفر فقد كان في مقابلته دعاء الله لهم إلى الإيمان بما وضع فيهم من أدلة العقل وما بعث إليهم من الرسل وأنزل عليهم من الكتب المشحونة بالوعد والوعيد والموعظ والزواجر وناهيك بذلك صارفا عن الكفر وداعيا إلى الإيمان وهذا معنى ما حكاه الله عن الشيطان " إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم " ابراهيم : 22 والله تعالى قدم هذا المعنى أو لشئ حيث قال لإبليس " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " الحجر : 42 . " تبرأنا إليك " منهم وما اختاروه من الكفر بأنفسهم هوى منهم للباطل ومقتا للحق لا بقوة منا على استكراههم ولا سلطان " ما كانوا إيانا يعبدون " إنما كانوا يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم . وإخلاء الجملتين من العاطف لكونهما مقررتين لمعنى الجملة الأولى .
" وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون ويم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فعميت عليهم النباء يومئذ فهم لا يساءلون " " لو أنهم كانوا يهتدون " لوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب . أو لو أنهم كانوا مهتدين مؤمنين لما رأوه . أو تمنوا لو كانوا مهتدين . أو تحيروا عند رؤيته وسدروا فلا يهتدون طريقا . حكى أولا ما يوبخهم به من اتخاذهم له شركاء ثم ما يقوله الشياطين أو أتمتهم عند توبيخهم لأنهم إذا وبخوا بعبادة الآلهة اعتذروا بأن الشياطين هم الذين استغووهم وزينوا لهم عبادتها ثم ما يشبه الشماتة بهم من استغاثتهم آلهتهم وخذلانهم لهم وعجزهم عن نصرتهم ثم ما يبكتون به من الإحتجاج عليهم بإرسال الرسل وإزاحة العلل " فعميت عليهم الأنباء " فصارت الأنباء كالعمى عليهم جميعا لا تهتدى إليهم " فهم لا يتساءلون " لا يسأل بعضهم بعضا كما يتساءل الناس في المشكلات لأنهم يتساوون جميعا في عمى الأنباء عليهم والعجز عن الجواب . وقرئ : فعميت والمراد بالنبأ : الخبر عما أجاب به المرسل إليه رسوله وإذا كانت الأنبياء لهول ذلك اليوم يتتعتعون في الجواب عن مثل هذا السؤال ويفوضون الأمر إلى علم الله وذلك قوله تعالى : " يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب : المائدة : 109 فما ظنك بالضلال من أممهم .
" فأما من تاب وءامن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين " " فأما من تاب " من المشركين من الشرك وجمع بين الإيمان والعمل الصالح " فعسى أن " يفلح عند الله وعسى من الكرام تحقيق . ويجوز أن يراد : ترجى التائب وطعمه وكأنه قال : فليطمع أن يفلح .
" وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله تعالى عما يشركون "