وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الخيرة من التخير كالطيرة من التطير : تستعمل بمعنى المصدر هو التخير وبمعنى المتخير كقولهم : محمد خيرة ما يشاء ولهذا لم يدخل العاطف . والمعنى : أن الخيرة لله تعالى في أفعاله وهو أعلم بوجوده الحكمة فيها ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه . قيل : السبب فيه قول الوليد بن المغيرة : " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " الزخرف : 31 يعني : يبعث الله الرسل باختيار المرسل إليهم . وقيل : معناه ويختار الذي لهم فيه الخيرة أي : يختار للعباد ما هو خير لهم وأصلح وهو أعلم بمصالحهم من أنفسهم من قولهم في الأمرين : ليس فيهما خيرة لمختار . فإن قلت : فإين الراجع من الصلة إلى الموصول إذا جعلت ما موصولة ؟ قلت : أصل الكلام : ما كان لهم فيه الخيرة فحذف فيه كما حذف منه في قوله : " إن ذلك لمن عزم الأمور " الشورى : 43 لأنه مفهوم " سبحان الله " أي الله برئ من إشراكهم وما يحملهم عليه من الجراءة على الله واختيارهم عليه مالا يختار .
" وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لا إلاه إلا هو له الحمد في الأولى وا " لأخرة وله الحكم وإليه ترجعون " " ما تكن صدورهم " من عداوة رسول الله وحسده " وما يعلنون " من مطاعنهم فيه . وقولهم : هلا اختير عليه غيره في النبوة " وهو الله " وهو المستأثر بالإلهية المختص بها و " لا إله إلا هو " تقدير لذلك كقولك : الكعبة القبلة لا قبلة إلا هي . فإن قلت : الحمد في الدنيا ظاهر فما الحمد في الآخرة ؟ قلت : هو قولهم : " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " فاطر : 34 ، " الحمد لله الذي صدقنا وعده " الزمر : 74 " وقيل الحمد لله رب العالمين " الزمر : 75 والتحميد هناك على وجه اللذة لا الكلفة . وفي الحديث : يلهمون التسبيح والتقديس " وله الحكم " القضاء بين عباده .
" قل أرئيتم إن جعل الله عليكم اليل سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله بأتيكم بضياء أفلا تسمن قل أرئيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إلاه غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم اليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون " " أرءيتم " وقرئ : أريتم : بحذف الهمزة وليس بحذف قياسي . ومعناه : أخبروني من يقدر على هذا ؟ والسرمد : الدائم المتصل من السرد وهو المتابعة . ومنه قولهم في الأشهر الحرم : ثلاثة سرد وواحد فرد والميم مزيد . ووزنه فعمل . ونظيره . دلامص من الدلاص . فإن قلت : هلا قيل : بنهار تتصرفون فيه كما قيل : " بليل تسكنون فيه " ؟ قلت ذكر الأشياء وهو شوء الشمس : لأن المنافع التي تتعلق به متكاثرة ليس التصرف في المعاش وحده والظلام ليس بتلك المنزلة ومن ثمة قرن بالضياء " أفلا تسمعون " لأن السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ووصف فوائده وقرن بالليل " أفلا تبصرون " لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره . وأنت من السكون ونحوه " ومن رحمته " زواج بين الليل والنهار لأغراض ثلاثة : لتسكنوا في أحدهما وهو الليل ولتبتغوا من فضل الله في الآخرة وهو النهار ولإرادة شكركم .
" ويم يناديهم فيقول أين شركاءي الذين كنتمم تزعمون " وقد سلكت بهذه الآية طريقة اللف في تكرير التوبيخ باتخاذ الشركاء : إيذاء بأن لا شئ أجلب لغضب الله من الإشراك به كما لا شئ أدخل في مرضاته من توحيده . اللهم فكما أدخلتنا في أهل توحيدك فأدخلنا في الناجين من وعيدك .
" ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون " " ونزعنا " وأخرجنا " من كل أمة شهيدا " وهو نبيهم : لأن أنبياء الأمم شهداء عليهم يشهدون بما كانوا عليه " فقلنا " للأمة " هاتوا برهانكم " فيما كنتم عليه من الشرك ومخالفة الرسول : فعلموا حينئذ " أن الحق لله " ولرسوله لا لهم ولشياطينهم " وضل عنهم " وغاب عنهم غيبة الشئ الضائع " ما كانوا يفترون " من الكذب والباطل .
" إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الأخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين "