وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا تخويف لأهل مكة من سوء عاقبة قوم كانوا في مثل حالهم من إنعام الله عليهم بالرقود في ظلال الأمن وخفض العيش فغمطوا النعمة وقابلوها بالأشر والبطر فدمرهم الله وخرب ديارهم . وانتصب " معيشتها " إما بحذف الجار وإيصال الفعل كقوله تعالى : " واختار موسى قومه " الأعراف : 155 وإما على الظرف بنفسها كقولك : زيد ظني مقيم . أو بتقدير حذف الزمان المضاف أصله : بطرت أيام معيشتها كخفوق النجم ومقدم الحاج : وإما بتضمن " بطرت " معنى : كفرت وغمكت . وقيل البطر سوء احتمال الغنى : وهو أن لا يحفظ حق الله فيه " إلا قليلا " من السكنى . قال ابن عباس رضى الله عنهما : لم يسكنها إلا المسافر ومار الطريق يوما أو ساعة ويحتمل أن شؤم معاصي المهلكين بقي أثره في ديارهم فكل من سكنيها أي : تركناها على حال لا يسكنها أحد أو خربناها وسويناها بالأرض .
تتخلف الآثار عن أصحابها ... حينا ويدركها الفناء فتتبع .
" وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم ءاياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون " وما كانت عادة ربك أن يعلك القرى في لك وقت " حتى يباعث في " القرية التي هي أمها أي أصلها وقصبتها التي هي أعمالها وتوابعها " رسولا " لإلزام الحجة وقطع المعذرة مع علمه أنهم لا يؤمنون ؛ أو وما كان في حكم الله وسابق قضائه أن يهلك القرى في الأرض حتى يبعث في أمر القرى - يعنى مكة - رسولا وهو محمد A خاتم الأنبياء . وقرئ : أمها بضم الهمزة وكسرها لاتباع الجر وهذا بيان لعدله وتقدسه عن الظلم حيث أخبر بأنه لا يهلكهم إلا إذا استحقوا الهلاك بظلمهم ولا يهلكهم معه كونهم ظالمين إلا بعد تأكيد الحجة والإلزام ببعثه الرسل ولا يجعل علمه بأحوالهم حجة عليهم ونزه ذاته أن يهلكهم وهم غير طالمين كما قال تعالى : " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " هود : 117 فنص في قوله : " بظلم " أنه لو أهلكهم وهم مصلحون لكان ذلك ظلما منه وأن حاله في غناه وحكمته منافية للظلم دل على ذلك بحرف النفي مع لامه كما قال الله تعالى : " وما كان الله ليضع إيمانكم " البقرة : 143 .
" وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعلقون " وأي شئ أصبتموه من أسباب الدنيا فما هو إلا تمتع وزينة أياما قلائل وهي مدة الحياة المتقضية " وما عند الله " وهو ثوابه " خير " في نفسه من ذلك " وأبقى " لأن بقاءه دائم سرمد وقرئ : يعقلون بالياء وهو أبلغ في الموعظة . وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن الله خلق الدنيا وجعل أهلها ثلاثة أصناف : المؤمن والمنافق والكافر ؛ فالمؤمن يتزود والمنافق يتزين والكافر يتمتع " أفمن وعدناه وعدا حشنا فهو كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين " هذه الآية تقرير وإيضاح للتي قبلها . والوعد الحسن : الثواب ؛ لأنه منافع دائمة على وجه التعظيم والإستحقاق وأي شئ أحسن منها ولذلك سمى الله الجنة بالحسنى . و " لاقيه " كقوله تعالى : " فكذبوه فإنهم لمحضرون " الصافات : 127 قيل : نزلت في رسول الله A وأبي جهل . وقيل في علي وحمزة وأبي جهل . وقيل : في عمار بن ياسر والوليد بن المغيرة . فإن قلت فسر لي الفاءين وثم واخبرني عن مواقعها . قلت : قد ذكر في الآية التي قبلها متاع الحياة الدنيا وما عند الله وتفاوتهما ثم عقبه بقوله : " أفمن وعدناه " على معنى : أبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا فهذا معنى الفاء الأولى وبيان موقعها . وأما الثانية فللتسبب : لأن لقاء الموعود مسبب عن الوعد الذي هو الضمان في الخير . وأما ثم فتراخي خال الإحضار عن حال التمتيع لا لتراخي وقته عن وقته . وقرئ : ثم هو بسكون الهاء كما قيل عضد في عضد . تشبيها للمنفصل بالمتصل وسكون الهاء في : وهو ولهو : أحسن لأن الحرف الواحد لا ينطق به وحده فهو كالمتصل .
" ويم يناديهم فيقول أين شركاءي الذين تزعمون " " شركاءي " مبنى على زعمهم وفيه تهكم فإن قلت : زعم يطلب مفعولين كقوله : ولم أزعمك عن ذاك معزلا فأين هما ؟ قلت : محذوفان تقديره : الذين كنتم تزعمون شركائي . ويجوز حذف المفعولين في باب ظننت ولا يصح الإقتصار على أحدهما