وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" إن ربك يقضى بينهم بحكمه وهو العزيز العليم " " بينهم " بين من آمن بالقرآن ومن كفر به . فإن قلت : ما معنى يقضي بحكمه ؟ ولا يقال زيد يضرب بضربه ويمنع بمنعه ؟ قلت . معناه بما يحكم به وهو عدله لأنه لا يقضي إلا بالعدل فسمى المحكوم به حكما . أو أراد بحكمته - وتدل عليه قراءة من قرأ بحكمه : جمع حكمة . " وهو العزيز " فلا يرد قضاؤه " العليم " بمن يقضي له وبمن يقضي عليه أو العزيز في انتقامه من المبطلين العليم بالفصل بينهم وبين المحقين .
" فتوكل على الله إنك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادى العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بئاياتنا فهم مسلمون " أمره بالتوكل على الله وقلة المبالاة بأعداء الدين وعلل التوكل بأنه على الحق الأبلج الذي لا يتعلق به الشك والظن . وفيه بيان أن صاحب الحق حقيق بالوثوق بصنع الله وبنصرته وأن مثله لا يخذل . فإن قلت : " إنك لا تسمع الموتى " يشبه أن يكون تعليلا آخر للتوكل فما وجه ذلك ؟ قلت : وجهه أن الأمر بالتوكل جعل مسببا عما كان يغبظ رسول الله A من جهة المشركين وأهل الكتاب : من ترك اتباعه وتشييع ذلك بالأذى والعداوة فلاءم ذلك أن يعلل توكل متوكل مثله بأن اتباعهم أمر قد يئس منه فلم يبق إلا الاستنصار عليهم لعداوتهم واستكفاء شرورهم وأذاهم وشبهوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس لأنهم إذا سمعوا ما يتلى عليهم من آيات الله - فكانوا أقماع القول لا تعيه آذانهم وكان سماعهم كلا سماع - : كانت حالهم - لانتفاء جدوى السماع - كحال الموتى الذين فقدوا مصحح السماع ؛ وكذلك تشبيههم بالصم الذين ينعق بهم فلا يسمعون . وشبهوا بالعمى حيث يضلون الطريق ولا يقدر أحد أن ينزع ذلك عنهم وأن يجعلهم هداة بصراء إلا الله D . فإن قلت : ما معنى قوله : " إذا ولوا مدبرين " ؟ قلت : هو تأكيد لحال الأصم لأنه إذا تباعد عن الداعي بأن يولي عنه مدبرا كان أبعد عن إدراك صوته . وقرئ : ولا يسمع الصم وما أنت بهاد العمى على الأصل . وتهدي العمى . وعن ابن مسعود : وما أن تهدي العمى وهداه عن الضلال . كقولك : سقاه عن العمية أي : أبعده عنها بالسقي وأبعده عن الضلال بالهدى " إن تسمع " أي ما يجدي إسماعك إلا على الذين علم الله انهم يؤمنون بآياته أي : يصدقون بها " فهم مسلمون " أي مخلصون من قوله : " بلى ن أسلم وجهه لله " البقرة : 112 يعني : جعله سالما لله خالصا له .
" وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بأياتنا لا يوقنون " سمى معنى القول ومؤداه بالقول وهو ما وعدوا من قيام الساعة والعذاب ووقوعه : حصوله . والمراد : مشارفه الساعة وظهور أشراطها وحين لا تنفع التوبة . ودابة الأرض : الجساسة . جاء في الحديث : أن طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب . وروي : لها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان وعن ابن جريج في وصفها : رأس ثور وعين خنزير وأذن فيل وقرن إبل وعنق نعامة وصدر أسد ولون نمر وخاصرة ر وذنب كبش وخف بعير . وما بين المفصلين : أثنا عشر ذراعا بذراع آدم عليه السلام . وروي : لا تخرج إلا رأسها ورأسها يبلغ أعنان السماء أو يبلغ السحاب . وعن أبي هريرة : فيها من كل لون وما بين قرنيها فرسخ للراكب . وعن الحسن Bه : لا يتم خروجها إلا بعد ثلاثة أيام . وعن علي Bه : أنها تخرج ثلاثة أيام والناس ينظرون فلا يخرج إلا ثلثها . وعن النبي A : أنه سئل : من أين تخرج الدابة ؟ فقال : من أعظم المساجد حرمة على الله يعني المسجد الحرام . وروي :