وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

العامل في " إذا " ما دل عليه " أئنا لمخرجون " وهو نخرج ؛ لأن بين يدي عمل اسم الفاعل فيه عقابا وهي همزة الاستفهام وإن ولام الابتداء وواحدة منها كافية فكيف إذا اجتمعن ؟ والمراد : الإخراج من الأرض . أو من حال الفناء إلى الحياة وتكرير حرف الاستفهام بإدخاله على ( إذا ) و ( إن ) جميعا إنكار على إنكار وجحود عقيب جحود ودليل على كفر مؤكد مبالغ فيه . والضمير في إن لهم ولآبائهم ؛ لأن كونهم ترابا قد تناولهم وآبائهم . فإن قلت : قدم في هذه الآية " هذا " على " نحن وءاباؤنا " وفي آية أخرى قدم " نحن وءاباؤنا " على " هذا " ؟ قلت : التقديم دليل على أن المقدم هو الغرض المعتمد بالذكر وإن الكلام إنما سيق لأجله ففي إحدى الآيتين دل على أن اتخاذ البعث هو الذي تعمد بالكلام وفي الأخرى على أن اتخاذ المبعوث بذلك الصدد .
" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون " لم تلحق علامة التأنيث بفعل العاقبة ؛ لأن تأنيثها غير حقيقي ؛ ولأن المعنى : كيف كان آخر أمرهم ؟ وأراد بالمجرمين : الكافرين وإنما عبر عن الكفر بلفظ الإجرام ليكون لطفا للمسلمين في ترك الجرائم وتخوف عاقبتها ألا ترى إلى قوله : " فدمدم عليهم ربهم بذنبهم " الشمس : 14 وقوله : " مما خطيئاتهم أغرقوا " نوح : 25 . " ولا تحزن عليهم " لأنهم لم يتبعوك ولم يسلموا فيسلموا وهم قومه قريش كقوله تعالى : " فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا " الكهف : 6 . " في ضيق " في حرج صدر من مكرهم وكيدهم لك ولا تبال بذلك فإن الله يعصمك من الناس . يقال : ضاق الشيء ضيقا وضيقا بالفتح والكسر . وقد قرئ بهما والضيق أيضا : تخفيف الضيق . قال الله تعالى : " ضيقا حرجا " الأنعام : 125 قرئ مخففا ومثقلا ويجوز أن يراد في أمر ضيق من مكرهم .
" ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون " استعجلوا العذاب الموعود فقيل لهم " عسى أن يكون " ردفكم بعضه وهو عذاب يوم بدر فزيدت اللام للتأكيد كالباء في " ولا تلقوا بأيديكم " البقرة : 195 أو ضمن معنى فعل يتعدى باللام نحو : دنا لكم وأزف لكم ومعناه : وتبعكم ولحقكم وقد عدي . بمن قال : .
فلما دردفنا من عمير وصحبه ... تولوا سراعا والمنية تعنق .
يعني : دنونا من عمير وقرأ الأعرج : ردف لكم بوزن ذهب وهما لغتان والكسر أفصح . وعسى ولعل وسوف - في وعد الملوك ووعيدهم - يدل على صدق الأمر وجده وما لا مجال للشك بعده وإنما يعنون بذلك : إظهار وقارهم وأنهم لا يعجلون بالانتقام ؛ لإدلالهم بقهرهم وغلبتهم ووثوقهم أن عدوهم لا يفوتهم وأن الرمزة إلى الأعراض كافية من جهتهم ؛ فعلى ذلك جرى وعد الله ووعيده .
" وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون " الفضل والفاضلة : الإفضال . ولفلان فواضل في قومه وفضول . ومعناه : أنه مفضل عليهم بتأخير العقوبة وأنه لا يعاجلهم بها وأكثرهم لا يعرفون حق النعمة فيه ولا يشكرونه ولكنهم بجهلهم يستعجلون وقوع العقاب : وهم قريش .
" وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون " قرئ تكن . يقال : كننت الشيء وأكننته : إذا سترته وأخفيته يعني : أنه يعلم ما يخفون وما يعلنون من عداوة رسول الله A ومكايدهم وهو معاقبهم على ذلك بما يستوجبوبه .
" وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين " سمي الشيء الذي يغيب ويخفى : غائبة وخافية فكانت التاء فيهما بمنزلتها في العافية والعاقبة . ونظائرهما : النطيحة والرمية والذبيحة : فيأنها أسماء غير صفات . ويجوز أن يكونا صفتين وتاؤهما للمبالغة كالراوية في قولهم : ويل للشاعر من راوية السوء كأنه قال : وما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء إلا وقد علمه الله وأحاط به وأثبته في اللوح . المبين : الظاهر البين لمن ينظر فيه من الملائكة .
" إن هذا القرءان يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين " قد اختلفوا في المسيح فتحزبوا فيه أحزابا ووقع بينهم التناكر في أشياء كثيرة حتى لعن بعضهم بعضها وقد نزل القرآن ببيان ما اختلفوا فيه لو أنصفوا وأخذوا به وأسلموا يريد : اليهود والنصارى " للمؤمنين " أي لمن أنصف منهم وآمن أي : من بني إسرائيل . أو منهم ومن غيرهم