وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أو تبصورن آثار العصاة قبلكم وما نزل بهم . فإن قلت : فسرت تبصرون بالعلم وبعده " بل أنتم قوم تجهلون " فكيف يكونون علماء وجهلاء ؟ قلت : أراد : تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك . أو تجهلون العاقبة . أو أراد بالجهل . السفاهة والمجانة التي كانوا عليها فإن قلت : " تجهلون " صفة لقوم والموصوف لفظه لفظ الغائب فهلا طابقت الصفة الموصوف فقرئ بالياء دون التاء ؟ وكذلك بل أنتم قوم تفترون ؟ قلت : اجتمعت الغيبة والمخاطبة فغلبت المخاطبة لأنها أقوى وأرسخ أصلا من الغيبة .
" فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون أنجيناه وأهله إلا امرأنه قدرنناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين " وقرأ الأعمش : ( جواب قومه ) بالرفع . والمشهورة أحسن " يتطهرون " يتنزهون عن القاذورات كلها فينكرون هذا العمل القذر ويغيظنا إنكارهم . وعن ابن عباس Bهما : هو استهزاء " قدرناها " قدرنا كونها " من الغابرين " كقوله : " قدرنا إنها لمن الغابرين " الحجر : 60 فالتقدير واقع على الغبور في المعنى .
" قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ءالله خير أما يشركون " أمر رسوله A أن يتلو هذه الآيات الناطقة بالبراهين على وحدانيته وقدرته على كل شيء وحكمته وأن يستفتح بتحميده والسلام على أنبيائه والمصطفين من عباده . وفيه تعليم حسن وتوقيف على أدب جميل وبعث على التيمن بالذكرين والتبرك بهما والاستظهار بمكانهما على قبول ما يلقى إلى السامعين وإصغائهم إليه وإنزاله من قلوبهم المنزلة التي يبغيها المسمع . ولقد توارث العلماء والخطباء والوعاظ كابرا عن كابر هذا الأدب فحمدوا الله D وصلوا على رسول الله A أمام كل علم مفاد وقبل كل عظة وتذكرة وفي مفتتح كل خطبة وتبعهم المترسلون فأجروا عليه أوائل كتبهم في الفتوح والتهاني وغير ذلك من الحوادث التي لها شأن . وقيل : هو متصل بما قبله وأمر بالتحميد على الهالكين من كفار الأمم والصلاة على الأنبياء عليهم السلام وأشياعهم الناجين . وقيل : هو خطاب للوط عليه السلام وأن يحمد الله على هلاك كفار قومه ويسلم على من اصطفاه الله ونجاه من هلكتهم وعصمه من ذنوبهم ( آلله خير ما يشركون ) معلوم أن لا خير فيما أشركوه أصلا حتى يوازن بينه وبين من هو خالق كل خير ومالكه وإنما هو إلزام لهم وتبكيت وتهكم بحالهم وذلك أنهم آثروا عبادة الأصنام على عبادة الله ولا يؤثر عاقل شيئا على شيء إلا لداع يدعوه إلى إيثاره من زيادة خير ومنفعة فقيل لهم مع العلم بأنه لا خير فيما آثروه وأنهم لم يؤثروه لزيادة الخير ولكن هوى وعبثا لينبهوا على الخطأ المفرط والجهل المورط وإضلالهم التمييز ونبذهم المعقول وليعلموا أن الإيثار يجب أن يكون للخير الزائد . ونحوه ما حكاه عن فرعون " أم أنا خير من هذا الذي هو مهين " الزخرف : 52 مع علمه أنه ليس لموسى مثل أنهاره التي كانت تجري تحته . ثم عدد سبحانه الخيرات والمنافع التي هي آثار رحمته وفضله كما عددها في موضع آخر ثم قال : هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء . وقرئ : ( يشركون ) بالياء والتاء . وعن رسول الله A : أنه كان إذا قرأها يقول : ( بل الله خير وأبقى وأجل وأكرم ) .
" أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءلاه مع الله بل هم قوم يعدلون "