وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن قلت : ما الفرق بين أم وأم في " أم ما تشركون " و " أمن خلق السماوات " ؟ قلت : تلك متصلة ؛ لأن المعنى : أيهما خير . وهذه منقطعة بمعنى بل والهمزة لما قال تعالى : آلله خير أم الآلهة ؟ قال : بل أمن خلق السموات والأرض خير ؟ تقريرا لهم بأن من قدر على خلق العالم خير من جماد لا يقدر على شيء . وقرأ الأعمش : أمن بالتخفيف . ووجهه أن يجعل بدلا من الله كأنه قال : أمن خلق السموات والأرض خير أم ما تشركون ؟ فإن قلت : أي نكتة في نقل الإخبار عن الغيبة إلى التكلم عن ذاته في قوله " فأنبتنا " ؟ قلت : تأكيد معنى اختصاص الفعل بذاته والأيذان بأن إنبات الحدائق المختلفة الأصناف والألوان والطعوم والروائح والأشكال مع حسنها وبهجتها بماء واحد . لا يقدر عليه إلا هو وحده . ألا ترى كيف رشح معنى الاختصاص بقوله : " ما كان لكم أن تنبتوا شجرها " ومعنى الكينونة : الانبغاء . أراد أن تأتي ذلك محال من غيره وكذلك قوله : " بل هم " بعد الخطاب : أبلغ في تخطئة رأيهم . والحديقة : البستان عليه حائط : من الإحداق وهو الإحاطة . وقيل ( ذات ) ؛ لأن المعنى : جماعة حدائق ذات بهجة كما يقال : النساء ذهبت . والبهجة : الحسن لأن الناظر يبتهج به " أءلاه مع الله " أغيره يقرن به ويجعل شريكا له . وقرئ : ( أإلها مع الله ) بمعنى : أتدعون أو أتشركون . ولك أن تحقق الهمزتين وتوسط بينهما مدة وتخرج الثانية بين بين " يعدلون " به غيره أو يعدلون عن الحق الذي هو التوحيد .
" أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسى وجعل بين البحرين حاجزا أءلاه مع الله بل أكثرهم لا يعلمون " " أمن جعل " وما بعده بدل من ( أمن خلق ) فكان حكمهما حكمه : " قرارا " دحاها وسواها للاستقرار عليها " حاجزا " كقوله : برزخا .
" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءلاه مع الله قليلا ما تذكرون " الضرورة : الحالة المحوجة إلى اللجإ . والإضرار : افتعال منها . يقال : اضطره إلى كذا والفاعل والمفعول : مضطر . والمضطر الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجإ والتضرع إلى الله . وعن ابن عباس Bهما : هو المجهود . وعن السدي : الذي لا حول له ولا قوة . وقيل : المذنب إذا استغفر . فإن قلت : قد عم المضطرين بقوله : " يجيب المضطر إذا دعاه " وكم من مضطر يدعوه فلا يجاب ؟ قلت ؛ الإجابة موقوفة على أن يكون المدعو به مصلحة ولهذا لا يحسن دعاء العبد إلا شارطا فيه المصلحة . وأما المضطر فمتناول للجنس مطلقا يصلح لكله ولبعضه فلا طريق إلى الجزم على أحدهما إلا بدليل وقد قام الدليل على البعض وهو الذي أجابته مصلحة فبطل التناول على العموم " خلفاء الأرض " خلفاء فيها وذلك توارثهم سكناها والتصرف فيها قرنا بعد قرن . أو أراد بالخلافة الملك والتسلط . وقرئ : ( يذكرون ) بالياء مع الإدغام . وبالتاء مع الإدغام والحذف . وما مزيدة أي : يذكرون تذاكرا قليلا . والمعنى : نفي التذكر والقلة تستعمل في معنى النفي .
" أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أءلاهمع الله تعالى الله عما يشركون " " يهديكم " بالنجوم في السماء والعلامات في الأرض : إذا جن الليل عليكم مسافرين في البر والبحر .
" أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءلاه مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " فإن قلت : كيف قيل لهم : " أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده " وهم منكرون للإعادة ؟ قلت : قد أزيحت علتهم بالتمكين من المعرفة والإقرار فلم يبق لهم عذر في الإنكار " من السماء " الماء " و " من " الأرض " النبات " إن كنتم صادقين " أن مع الله إلها فأين دليلكم عليه ؟ " قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون " فإن قلت : لم رفع اسم الله والله تعالى أن يكون ممن في السموات والأرض ؟ قلت : جاء على لغة بني تميم حيث يقولون : ما في الدار أحد إلا حمار يريدون : ما فيها إلا حمار كأن أحدا لم يذكر . ومنه قوله : .
عشية ما تغني الرماح مكانها ... ولا النبل إلا المشرفي المصمم