وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لما أحست منهم الميل إلى المحاربة رأت من الرأي الميل إلى الصلح والابتداء بما هو أحسن وتبت الجواب فزيفت أولا ما ذكروه وأرتهم الخطأ فيه ب " إن الملوك إذا دخلوا قرية " عنوة وقهرا " أفسدوها " أي خربوها - من ثمة قالوا للفساد : الخربة - وأدلوا أعزتها وأهانوا أشرافها ؛ وقتلوا واسروا فذكرت لهم عاقبة الحرب وسوء مغبتها ثم قالت : " وكذلك يفعلون : أرادت : وهذه عادتهم المستمرة الثابتة التي لا تتغير لأنها كانت في بيت الملك القديم فسمعت نحو ذلك ورأت ثم ذكرت بعد ذلك حديث الهدية وما رأى من الرأي السديد . وقيل : هو تصديق من الله لقولها وقد يتعلق الساعون في الأرض بالفساد بهذه الآية ويجعلونها حجة لأنفسهم . ومن استباح حراما فقد كفر فإذا احتج له بالقرآن على وجه التحريف فقد جمع بين كفرين " مرسلة إليهم بهدية " أي مرسلة رسلا بهدية أصانعه بها عن ملكي " فناظرة " ما يكون منه حتى أعمل على حسب ذلكن فروي : أنها بعثت خمسمائة غلام عليهم ثبات الجواري وحليهن الأساور والأطواق والقرطة راكبي خيل مغشاة بالديباج محلاة اللجم والسروج بالذهب المرصع بالجواهر وخمسمائة جارية على رماك في زي الغلمان وألف لبنة من ذهب وفضة وتاجا مكللا بالدر والياقوت المرتفع المسك والعنبر حقا فيه درة عذراء وجزعه وجزعة معوجة الثقب وبعثت رجلين من أشراف قومها : المنذر بهن عمرو وآخر ذا رأي وعقل وقالت : إن كان نبيا ميز بين الغلمان والجواري وثقب الدرة ثقبا مستويا وسلك في الخرزة خيطا ثم قالت للمنذر : إن نظر إليك نظر غضبان فهو ملك ؛ فلا يهولنك وإن رأيته بشا لطيفا فهو نبي فأقبل الهدهد فأخبر سليمان فأمر الجن فضربوا لبن الذهب والفضة وفرشوه في ميدان بين يديه طوله سبعة فراسخ وجعلوا حول الميدان حائطا شرفه من الذهب والفضة وأمر بأحسن الدواب في البر والبحر فربطوهما عن يمين الميدان ويساره على اللبن وأمر بأحسن الدواب في البر والبحر فربطوها عن يمين الميدان ويساره على اللبن وأمر بأولاد الجن وهم خلق كثير فأقيموا عن اليمن واليسار ثم قعد على سريره والكراسي من جانبيه واصطفت الشياطين صفوفا فراسخ والإنس صفوفا فراسخ والوحش والسباع والهوام والطير كذلك فلما دنا القوم نظروا : بهتوا وراوا الدواب تروث على اللبن فتقاصرت إليهم نفوسهم ورموا بما معهم ولما وقفوا بين يديه نظر إليهم بوجه طلق وقال : ما وراءكم ؟ وقال : أين الحق ؟ وأخبره جبريل عليه السلام بما فيه فقال لهم : إن فيه كذا وكذا ثم أمر الأرضة فأخذت شعرة ونفذت فيها فجعل رزقها في الشجرة . وأخذت دودة بيضاء الخيط بفيها ونفذت فيها فجعل رزقها في الفواكه . ودعا بالماء فكانت الجارية تأخذ الماء بيدها فتجعله فيالأخرى ثم تضرب به وجهها والغلام كما يأخذه يضرب به وجهه ثم رد الهدية وقال للمنذر : ارجع إليهم فقالت : هو نبي وما لنا به طاقة فشخصت إليه في اثني عشر ألف قيل تحت كل قيل ألوف . وفي قراءة ابن مسعود Bه : فلما جاءوا " أتمدونن " وقرئ : بحذف الياء والاكتفاء بالكسرة بالإدغام كقوله : " أتحاجوني " وبنون واحدة : أنمدوني . الهدية : اسم المهدي ؛ كما أن العطية اسم المعطي فتضاف إلى المهدي والمهدي إليه تقول إليه . والمعنى : أن ما عندي خير مما عندكم وذلك أن الله آتاني الدين الذي هيه الحظ الأوفر والغنى الأوسع وآتاني من الدنيا ما لا يستزاد عليه فكيف يرضى مثلي بأن يمد بمال ويصانع به " بل أنتم " قوم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا ؛ فلذلك " تفرحون " بما تزدادون ويهدي إليكم لأن ذلك مبلغ همتكم وحالي خلاف حالكم ؛ وما أرضى منكن بشيء ولا أفرح به إلا بالإيمان وترك المجوسية . فإن قلت : ما الفرق بين قولك : أتمدني بمال وأنا أغنى منك وبين أن تقوله بالفاء ؟ قلت : إذا قلته بالواو فقد جعلت مخاطبتي عالما بزيادتي عليه في الغنى واليسار وهو مع ذلك يمدني بالمال . وإذا قلته بالفاء فقد جعلته ممن خفيت عليه حالي فأنا أخبره الساعة بما لا أحتاج معه إلى إمداده كأنه أقول له : أنكر عليك ما فعلت فإني غني عنه . وعليه ورد قوله : : فما ءاتان الله " . فإن قلت : فما وجه افضراب ؟ قلت : لما أنكر عليهم الإمداد وعلل إنكاره أضرب عن ذلك إلى بيان السبب الذي حملهم عليه : وهو أنهم لا يعرفون سبب رضا ولا فرح ؛ إلا أن يهدي