وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكان لعبد الله بن أبي رأس النفاق ست جوار معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة يكرههن على البغاء وضرب عليهن ضرائب فشكت ثنتان منهن إلى رسول الله A . فنزلت ويكنى بالفتى والفتاة : عن العبد والأمة . وفي الحديث : ( ليقل أحدكم فتاي وفتاتي ولا يقل عبدي وأمتي ) والبغاء : مصدر البغي . فإن قلت : لم أقحم قوله : " إن أردن تحصنا " ؟ قلت : لأن الإكراه لا يتأتى إلا مع إرادة التحصن وآمر الطيعة المواتية للبغاء لا يسمى مكرها ولا أمره إكراها . وكلمة " إن " وإيثارها على ( إذا ) إيذان بأن المساعيات كن يفعلن ذلك برغبة وطواعية منهن وأن ما وجد من معاذة ومسيكة من حيز الشاذ النادر " غفور رحيم " لهم أو لهن أو لهم ولهن إن تابوا وأصلحوا . وفي قراءة ابن عباس : ( لهن غفور رحيم ) فإن قلت : لا حاجة إلى تعليق المغفرة بهن لأن المكرهة على الزنى بخلاف المكره عليه في أنها غير آثمة . قلت : لعل الإكراه كان دون ما اعتبرته الشريعة من إكراه بقتل أو بما يخاف منه التلف أو ذهاب العضو من ضرب عنيف أو غيره حتى تسلم من الإثم وربما قصرت عن الحد الذي تعذر فيه فتكون آثمة .
" ولقد أنزلنا إليكم ءايات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين " " مبينات " هي الآيات التي بينت في هذه السورة وأوضحت في معاني الأحكام والحدود . ويجوز أن يكون الأصل مبينا فيها فاتسع في الظرف . وقرئ بالكسر أي : بينت هي الأحكام والحدود جعل الفعل لها على المجاز أو من ( بين ) بمعنى تبين . ومنه المثل قد بين الصبح لذي عينين . " مثلا من " أمثال من " قبلكم " أي قصة عجيبة من قصصهم كقصة يوسف ومريم يعني : قصة عائشة Bها . " وموعظة " ما وعظ به في الآيات والمثل من نحو قوله : " ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله " النور : 2 ، " لولا إذ سمعتموه " النور : 12 ، " ولولا إذ سمعتموه " النور : 16 ، " يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا " النور : 17 .
" الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم " نظير قوله : " الله نور السماوات والأرض " مع قوله : " مثل نوره " و " يهدي الله لنوره " : قولك : زيد كرم وجود ثم تقول : ينعش الناس بكرمه وجوده . والمعنى : ذو نور السماوات . وصاحب نور السماوات ونور السماوات والأرض الحق شبهه بالنور في ظهوره وبيانه كقوله تعالى : " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " البقرة : 257 : أي من الباطل إلى الحق . وأضاف النور إلى السماوات والأرض لأحد معنيين : إما للدلالة على سعة إشراقه وفشو إضاءته حتى تضيء له السماوات والأرض . وإما أن يراد أهل السماوات والأرض وأنهم يستضيئون به " مثل نوره " أي صفة نوره العجيبة الشأن في الإضاءة " كمشكاة " كصفة مشكاة وهي الكوة في الجدار غير النافذة " فيها مصباح " سراج ضخم ثاقب " في زجاجة " أراد قنديلا من زجاج شامي أزهر . شبهه في زهرته بأحد الدراري من الكواكب وهي المشاهير كالمشتري والزهرة والمريخ وسهيل ونحوها " يوقد " هذا المصباح " من شجرة " أي ابتدأ ثقوبه من شجرة الزيتون يعني : زويت ذبالته بزيتها " مباركة " كثيرة المنافع . أو : لأنها تنبت في الأرض التي بارك فيها للعالمين . وقيل : بارك فيها سبعون نبيا منهم إبراهيم عليه السلام . وعن النبي A : ( عليكم بهذه الشجرة زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة من الباسور ) " لا شرقية ولا غربية " أي منبتها الشام . وأجود الزيتون : زيتون الشام . وقيل : لا في مضحى ولا في مقنأة . ولكن الشمس والظل يتعاقبان عليها وذلك أجود لحملها وأصفى لدهنها . قال رسول الله A :