وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهو من ائتلى إذا حلف : افتعال من الألية . وقيل : من قولهم : ما ألوت جهدا إذا لم تدخر منه شيئا . ويشهد للأول قراءة الحسن : ولا يتأل . والمعنى : لا يحلفوا على أن لا يحسنوا إلى المستحقين للإحسان . أو لا يقصروا في أن يحسنوا إليهم وإن كانت بينهم وبينهم شحناء لجناية اقترفوها فليعودوا عليهم بالعفو والصفح وليفعلوا بهم مثل ما يرجون أن يفعل بهم ربهم مع كثرة خطاياهم وذنوبهم نزلت في شأن مسطح وكان ابن خالة أبلي بكر الصديق Bهما وكان فقيرا من فقراء المهاجرين وكان أبو بكر ينفق عليه فلما فرط منه ما فرط : آلى أن لا ينفق عليه وكفى به داعيا إلى المجاملة وترك الاشتغال بالمكافأة للمسئ . ويروى : أن رسول الله A قرأها على أبي بكر فقال : بلى أحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح نفقته وقال : والله لا أنزعها أبدا . وقرأ أبو حيوة وابن قطيب : ( أن تؤتوا ) بالتاء على الالتفات . ويعضده قوله : " ألا تحبون أن يغفر الله لكم " .
" إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والأخرة ولهم عذاب عظيم " " الغافلات " السليمات الصدور النقيات القلوب اللاتي ليس فيهن دهاء ولا مكر لأنهن لم يجربن الأمور ولم يرزن الأحوال فلا يفطن لما تفطن له المجربات العرافات . قال : .
ولقد لهوت بطفلة ميالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها .
وكذلك البله من الرجال في قوله E : ( أكثر أهل الجنة البله ) .
" يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يؤمئذ الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين " وقرئ : ( يشهد ) بالياء . والحق : بالنصب صفة للدين وهو الجزاء وبالرفع صفة لله ولو فليت القرآن كله وفتشت عما أوعد به العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها ولا أنزل من الآيات القوارع المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف واستعظام ما ركب من ذلك واستفظاع ما أقدم عليه ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة . كل واحد منها كاف في بابه ولو لم ينزل إلا هذه الثلاث لكفى بها حيث جعل القذفة ملعونين في الدارين جميعا وتوعدهم بالعذاب العظيم في الآخرة وبأن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم تشهد عليهم بما أفكوا وبهتوا وأنه يوفيهم جزاءهم الحق الواجب الذي هم أهله حتى يعلموا عند ذلك " أن الله هو الحق المبين " فأوجز في ذلك وأشبع وفصل وأجمل وأكد وكرر وجاء بما لم يقع في وعيد المشركين عبدة الأوثان إلا ما هو دونه في الفظاعة وما ذاك إلا لأمر . وعن ابن عباس Bهما : أنه كان بالبصرة يوم عرفة وكان يسأل عن تفسير القرآن حتى سئل عن هذه الآيات فقال : من أذنب ذنبا ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خالص في أمر عائشة وهذه منه مبالغة وتعظيم لأمر الإفك . ولقد برأ الله تعالى أربعة بأربعة : برأ يوسف بلسان الشاهد " وشهد شاهد من أهلها " يوسف : 26 . وبرأ موسى من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه . وبرأ مريم بإنطاق ولدها حين نادى من حجرها : إني عبد الله . وبرأ عائشة بهذه الآيات العظام في كتابه المعجز المتلو على وجه الدهر مثل هذه التبرئة بهذه المبالغات . فانظر كم بينها وبين تبرئة أولئك ؟ وما ذاك إلا لإظهار علو منزلة رسول الله A والتنبيه على إناقة محل سيد ولد آدم وخيرة الأولين والآخرين وحجة الله على العالمين . ومن أراد أن يتحقق عظمة شأنه A وتقدم قدمه وإحرازه لقصب السبق دون كل سابق فليتلق ذلك من آيات الإفك وليتأمل كيف غضب الله في حرمته وكيف بالغ في نفي التهمة عن حجابه . فإن قلت : إن كانت عائشة هي المرادة فكيف قيل المحصنات ؟ قلت : فيه وجهان أحدهما : أن يراد بالمحصنات أزواج رسول الله A وأن يخصصن بأن من قذفهن فهذا الوعيد لاحق به وإذا أردن عائشة كبراهن منزلة وقربة عند رسول الله A كانت المرادة أولا والثاني : أنها أم المؤمنين فجمعت إرادة لها ولبناتها من نساء الأمة الموصوفات بالإحصان والغفلة والإيمان كما قال : قدني من نصر الخبيبين قدي