وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن قلت : كيف جاز الفصل بين لولا وقلتم ؟ قلت : للظروف شأن وهو تنزلها من الأشياء منزلة أنفسها لوقوعها فيها وأنها لا تنفك عنها فلذلك يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها . فإن قلت : فأي فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلا ؟ قلت : الفائدة فيه بيان أنه كان الواجب عليهم أن يتفادوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به فلما كان ذكر الوقت أهم وجب التقديم . فإن قلت : فما معنى يكون والكلام بدونه متلئب لو قيل : ما لنا أن نتكلم بهذا ؟ قلت : معناه معنى ينبغي ويصح أي : ما ينبغي لنا أن نتكلم بهذا وما يصح لنا . ونحوه : ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق . و " سبحانك " للتعجب من عظم الأمر . فإن قلت : ما معنى التعجب في كلمة التسبيح ؟ قلت : الأصل في ذلك أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه أو لتنزيه الله تعالى من أن تكون حرمة نبيه عليه السلام فاجرة . فإن قلت : كيف جاز أن تكون امرأة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام ولم يجز أن تكون فاجرة ؟ قلت : لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مبعوثون إلى الكفار ليدعوهم ويستعطفوهم فيجب أن لا يكون معهم ما ينفرهم عنهم ولم يكن الكفر عندهم مما ينفر . وأما الكشخنة فمن أعظم المنفرات .
" يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين " أي كراهة " أن تعودوا " أو في أن تعودوا من قولك : وعظت فلانا في كذا فتركه . وأبدهم ما داموا أحياء مكلفين . و " إن كنتم مؤمنين " فيه تهييج لهم ليتعظوا وتذكير بما يوجب ترك العود وهو اتصافهم بالإيمان الصاد عن كل مقبح .
" ويبين الله لكم الأيات والله عليم حكيم " ويبين الله لكم الدلالات على علمه وحكمته بما ينزل عليكم من الشرائع ويعلمكم من الآداب الجميلة ويعظكم به من المواعظ الشافية والله عالم بكل شيء فاعل لما يفعله بدواعي الحكمة .
" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون " المعنى : يشيعون الفاحشة عن قصد إلى الإشاعة وإرادة ومحبة لها وعذاب الدنيا الحد ولقد ضرب رسول الله A عبد الله بن أبي وحسنا ومسطحا وقعد صفوان لحسان فضربه ضربة بالسيف وكف بصره . وقيل : هو المراد بقوله : " والذي تولى كبره منهم " النور : 11 " والله يعلم " ما في القلوب من الأسرار والضمائر " وأنتم لا تعلمون " يعني أنه قد علم محبة من أحب الإشاعة وهو معاقبه عليها .
" ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم " وكرر المنة بترك المعالجة بالعقاب حاذفا جواب لولا كما حذفه ثمة . وفي هذا التكرير مع حذف الجواب مبالغة عظيمة وكذلك في التواب والرءوف والرحيم .
" يأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليم " الفحشاء والفاحشة : ما أفرط قبحه . قال أبو ذؤيب : ضرائر حرمي تفاحش غارها أي : أفرطت غيرتها . والمنكر : ما تنكره النفوس فتنفر عنه ولا ترضيه . وقرئ : ( خطوات ) بفتح الطاء وسكونها . وزكى بالتشديد والضمير لله تعالى ولولا أن الله تفضل عليكم بالتوبة الممحصة لما طهر منكم أحد آخر الدهر من دنس إثم الإفك ولكن الله يطهر التائبين بقبول توبتهم إذا محضوها وهو " سميع " لقولهم " عليم " بضمائرهم وإخلاصهم .
" ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم "