وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين " " بأنفسهم " أي بالذين منهم من المؤمنين والمؤمنات كقوله : " ولا تلمزوا أنفسكم " الحجرات : 11 وذلك نحو ما يروى أن أبا أيوب الأنصاري قال لأم أيوب : ألا ترين ما يقال ؟ فقال : لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله A سودا ؟ قال : لا . قالت : ولو كنت أنا بدل عائشة Bها ما خنت رسول الله A فعائشة خير مني وصفوان خير منك . فإن قلت : هلا قيل : لولا إذ سمعتموه ظننتم بإنفسكم خيرا وقلتم ؟ ولم عدل عن الخطاب إلى الغيبة وعن الضمير إلى الظاهر ؟ قلت : ليبالغ في التوبيخ بطريقة الألتفات وليصرح بلفظ الإيمان دلالة على أن الاشتراك فيه مقتض أن لا يصدق مؤمن على أخيه ولا مؤمنة على أختها قول عائب ولا طاعن . وفيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في أخيه أن يبني الأمر فيها على الظن لا على الشك . وأن يقول بملء فيه بناء على ظنه بالمؤمن الخير : " هذا إفك مبين " هكذا بلفظ المصرح ببراءة ساحته كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال . وهذا من الأدب الحسن الذي قل القائم به والحافظ له وليتك تجد من يسمع فيسكت ولا يشيع ما سمعه بأخوات .
" لولا جاءو عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون " جعل الله التفصلة بين الرمي الصادق والكاذب : ثبوت شهادة الشهود الأربعة وانتفاءها والذين رموا عائشة Bها لم تكن لهم بينة على قولهم فقامت عليهم الحجة وكانوا " عند الله " أي في حكمه وشريعته كاذبين . وهذا توبيخ وتعنيف للذين سمعوا الإفك فلم يجدوا في دفعه وإنكاره واحتجاج عليهم بما هو ظاهر مكشوف في الشرع : من وجوب تكذيب القاذف بغير بينة والتنكيل به إذا قذف امرأة محصنة من عرض نساء المسلمين فكيف بأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حرمة رسول الله A وحبيبة حبيب الله ؟ .
" ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والأخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " لولا الأولى للتحضيض وهذه لامتناع الشيء لوجود غيره . والمعنى : ولولا أني قضيت أن أتفضل عليكم في الدنيا بضروب النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة وأن أترحم عليكم في الآخرة بالعفو والمغفرة لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك يقال : أفاض في الحديث واندفع وهضب وخاض " إذ " ظرف لمسكم أو لأفضتم " تلقونه " يأخذه بعضكم من بعض . يقال : تلقى القول وتلقنه وتلقفه . ومنه قوله تعالى : " فتلقى آدم من ربه كلمات " البقرة : 37 وقرئ على الأصل : ( تتلقونه ) وإذ تلقونه بإدغام الذال في التاء . و ( تلقونه ) من لقيه بمعنى لقفه و ( تلقونه ) من إلقائه بعضهم على بعض . و ( تلقونه ) و ( تألقونه ) من الولق والألق : وهو الكذب و ( تلقونه ) : محكية عن عائشة Bها وعن سفيان : سمعت أمي تقرأ : إذ تثقفونه وكان أبوها يقرأ بحرف عبد الله بن مسعود Bه . فإن قلت : ما معنى قوله : " بأفواهكم " والقول لا يكون إلا بالفم ؟ قلت : معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه اللسان . وهذا الإفك ليس إلا قولا يجري على ألسنتكم ويدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به في القلب كقوله تعالى : " يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم " آل عمران : 167 ، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم أي : تحسبونه صغيرة وهو عند الله كبيرة وموجبة . وعن بعضهم أنه جزع عند الموت فقيل له فقال : أخاف ذنبالم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم . وفي كلام بعضهم : لا تقولن لشيء من سيئاتك حقير فلعله عند الله نخلة وهو عندك نقير . وصفهم بارتكاب ثلاثة آثام وعلق مس العذاب العظيم بها أحدها : تلقى الإفك بألسنتهم وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له : ما وراءك ؟ فيحدثه بحديث الإفك حتى شاع وانتشر ؛ فلم يبق بيت ولا ناد إلا طار فيه . والثاني : التكلم بما لا علم لهم به . والثالث : استصغارهم لذلك وهو عظيمة من العظائم .
" ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم "