وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أن آية القذف لما نزلت قرأها رسول الله A على المنبر فقام عاصم بن عدي الأنصاري Bه فقال : جعلني الله فداك إن وجد رجل مع امرأته رجلا فأخبر جلد ثمانين وردت شهادته أبدا وفسق وإن ضربه بالسيف قتل وإن سكت سكت على غيظ وإلى أن يجئ بأربعة شهداء فقد قضى الرجل حاجته ومضى : اللهم افتح . وخرج فاستقبله هلال بن أمية أو عويمر فقال : ما وراءك ؟ قال : شر وجدت على بطن امرأتي خولة - وهي بنت عاصم - شريك بن سحماء فقال : هذا والله سؤالي ما أسرع ما ابتليت به فرجعا فأخبر عاصم رسول الله A فكلم خولة فقالت : لا أدري ألغيرة أدركته ؟ أم بخلا على الطعام - وكان شريك نزيلهم - وقال هلال : لقد رأيته على بطنها . فنزلت ولا عن بينهما . وقال رسول الله A عند قوله وقولها : أن لعنة الله عليه ن أن غضب الله عليها : آمين وقال القوم : آمين وقال لها : إن كنت ألممت بذنب فاعترفي به فالرجم أهون عليك من غضب الله إن غضبه هو النار . وقال : تحينوا بها الولادة فإن جاءت به أصيهب أثيبج يضرب إلى السواد فهو لشريك وإن جاءت به أورق جعدا جماليا خدلج الساقين فهو لغير الذي رميت به ) قال ابن عباس Bهما : فجاءت بأشبه خلق الله لشريك . فقال A : ( لولا الأيمان لكان لي ولها شأن ) . وقرئ : ( ولم تكن ) بالتاء ؛ لأن الشهداء جماعة أو لأنهم في معنى الأنفس التي هي بدل . ووجه من قرأ أربع أن ينتصب ؛ لأنه في حكم المصدر والعامل فيه المصدر الذي هو " فشهادة أحدهم " وهي مبتدأ محذوف الخبر تقديره : فواجب شهادة أحدهم أربع شهادات بالله . وقرئ أن لعنة الله وأن غضب الله : على تخفيف أن ورفع ما بعدها . وقرئ : ( أن غضب الله ) على فعل الغضب . وقرئ : بنصب الخامستين على معنى : وتشهد الخامسة . فإن قلت : لم خصت الملاعنة بأن تخمس بغضب الله ؟ قلت : تغليظا عليها ؛ لأنها هي أصل الفجور ومنبعه بخلابتها وإطماعها ولذلك كانت مقدمة في آية الجلد . ويشهد لذلك قوله A : لخولة : ( فالرجم أهون عليك من غضب الله ) .
" ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم " الفضل : التفضل وجواب ( لولا ) متروك وتركه دال على أمر عظيم لا يكتنه ورب مسكوت عنه أبلغ من منطوق به .
" إن الذين جاءو بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم " الإفك : أبلغ ما يكون من الكذب والافتراء . وقيل : هو البهتان لا تشعر به حتى يفجأك . وأصله : الأفك وهو القلب ؛ لأنه قول مأفوك عن وجهه . والمراد : ما أفك به على عائشة Bها . والعصبة : الجماعة من العشرة إلى الأربعين وكذلك العصابة . واعصوصبوا : اجتمعوا وهم عبد الله بن أبي رأس النفاق وزيد بن رفاعة وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وجمنة بنت جحش ومن ساعدهم . وقرئ : ( كبره ) بالضم والكسر وهو عظمه . والذي تولاه عبد الله لإمعانه في عداوة رسول الله A وانتهازه الفرص وطلبه سبيلا إلى الغميزة .
أي يصيب كل خائض في حديث الإفك من تلك العصبة نصيبه من الإثم على مقدار خوضه . والعذاب العظيم لعبد الله لأن معظم الشر كان منه . يحكى أن صفوان Bه مر بهودجها عليه وهو في ملأ من قومه فقال : من هذه ؟ فقالوا : عائشة Bها فقال : والله ما نجت منه ولا نجا منها وقال : امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت ثم جاء يقودها . والخطاب في قوله : " هو خير لكم " لمن ساءه ذلك من المؤمنين وخاصة رسول الله A وأبي بكر وعائشة وصفوان بن المعطل Bهم . ومعنى كونه خيرا لهم : أنهم اكتسبوا فيه الثواب العظيم ؛ لأنه كان بلاء مبينا ومحنة ظاهرة وأنه نزلت فيه ثماني عشرة آية كل واحدة منها مستقلة بما هو تعظيم لشأن رسول الله A وتسلية له وتنزيه لأم المؤمنين رضوان الله عليها وتطهير لأهل البيت وتهويل لمن تكلم في ذلك أو سمع به فلم تمجه أذناه وعدة ألطاف للسامعين والتالين إلى يوم القيامة وفوائد دينية وأحكام وآداب لا تخفى على متأمليها