وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصر والأفئدة قليلا ما تشكرون وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون وهو الذي يحي ويميت وله اختلف اليل والنهار أفلا تعقلون " .
إنما خص السمع والأبصار والأفئدة لأنه يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يتعلق بغيرها . ومقدمة منافعها أن يعملوا أسماعهم وأبصارهم في آيات الله وأفعاله ثم ينظروا ويستحلوا بقلوبهم . ومن لم يعملها فيما خلفت له فهو بمنزلة عادمها كما قال الله تعالى : " فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء " الأحقاف : 26 ، إذ كانوا يجحدون بآيات الله ومقدمة شكر النعمة فيها الإقرار بالمنعم بها وأن لا يجعل له ند ولا شريك " قليلا ما تشكرون " أي : تشكرون شكرا قليلا و " ما " مزيدة للتأكيد بمعنى حقا " ذرأكم " خلقكم وبثكم بالتناسل " وإليه " تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم " وله اختلف اليل والنهار " أي هو مختص به وهو متوليه ولا يقدر على تصريفهما غيره . وقرىء : " يعقلون " بالياء عن أبي عمرو .
" بل قالوا مثل ما قال الأولون قالوا إذا متنا وكنا ترابا وعظما أءنا لمبعوثون لقد وعدنا نحن وءاباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أسطير الأولين " .
أي : قال أهل مكة كما قال الكفار قبلهم . الأساطير : جمع أسطار : جمع سطر .
قال رؤبة : .
إني وأسطار سطرن سطرا .
وهي ما كتبه الأولون مما لا حقيقة له . وجمع أسطورة أوفق .
" قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموت السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار ولا عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون " .
أي : أجيبوني عما استعلمتكم منه إن كان عندكم فيه علم وفيه استهانة بهم وتجويز لفرط جهالتهم بالديانات : أن يجهلوا مثل هذا الظاهر البين . وقرىء : " تذكرون " بحذف التاء الثانية ومعناه : أفلا تتذكرون فتعلموا أن من فطر الأرض ومن فيها اختراعا كان قادرا على إعادة الخلق وكان حقيقا بأن لا يشرك به بعض خلقه في الربوبية . قرىء : الأول باللام لا غير . والأخيران باللام وهو هكذا في مصاحف أهل الحرمين والكوفة والشام وبغير اللام وهو هكذا في مصاحف أهل البصرة فباللام على المعنى ؛ لأن قولك من ربه ولمن هو في معنى واحد وبغير اللام على اللفظ . ويجوز قراءة الأول بغير لام ولكنها لم تثبت في الرواية " أفلا تتقون " أفلا تخافونه فلا تشركوا به وتعصوا رسله . أجرت فلانا على فلان : إذا أغثته منه ومنعته يعني : وهو يغيث من يشاء ممن يشاء ولا يغيث أحد منه أحدا " تسحرون " تخدعون عن توحيده وطاعته . والخادع : هو الشيطان والهوى .
" بل أتينهم بالحق وإنهم لكذبون ما اتخذ من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحن الله عما يصفون علم الغيب والشهدة فتعلى عما يشركون " .
وقرىء : " أتيتهم " و " أتيتهم " بالفتح والضم " بالحق " بأن نسبة الولد إليه محال والشرك باطل " وإنهم لكذبون " حيث يدعون له ولدا ومعه شريكا " لذهب كل إله بما خلق " لانفرد كل واحد من الآلهة بخلقه الذي خلقه واستبد به ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزا من ملك الآخرين ولغلب بعضهم بعضا كما ترون حال ملوك الدنيا ممالكهم متمايزة وهم متغالبون وحين لن تروا أثرا لتمايز الممالك وللتغالب فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء . فإن قلت : إذا لا تدخل إلا على كلام هو جزاء وجواب فكيف وقع قوله لذهب جزاء وجوابا ولم يتقدمه شرط ولا سؤال سائل ؟ قلت : الشرط محذوف تقديره : ولو كان معه آلهة . وإنما حذف لدلالة قوله : " وما كان ممه من إله " عليه . وهو جواب لمن معه المحاجة من المشركين " عما يصفون " من الأنداد والأولاد " علم الغيب " بالجر صفة لله . وبالرفع : خبر مبتدأ محذوف .
" قل رب إما ترينى ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظلمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقدرون "