وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

دل بهذا على عظم شأن الحق وأن السموات والأرض ما قامت ولا من فيهن إلا به فلو اتبع أهواءهم لانقلب باطلا ولذهب ما يقوم به العالم فلا يبقى له بعده قوام . أو أراد أن الحق الذي جاء به محمد A وهو الإسلام لو اتبع أهواءهم وانقلب شركا لجاء الله بالقيامة ولأهلك العالم ولم يؤخر . وعن قتادة : أن الحق هو الله . ومعناه : لو كان الله إلها يتبع أهواءهم ويأمر بالشرك والمعاصي لما كان إلها ولكان شيطانا ولما قدر أن يمسك السموات والأرض " بذكرهم " أي بالكتاب الذي هو ذكرهم أي : وعظهم أو وصيتهم وفخرهم : أو بالذكر الذي كانوا يتمنونه ويقولون : لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين . وقرىء : " بذكراهم " .
" أم تسألهم خرجا فخراج ربك وهو خير الرزقين " .
قرىء : " خراجا فخراج " و " خرجا فخرج " و " خرجا فخراج " وهو ما تخرجه إلى الإمام من زكاة أرضك . وإلى كل عامل من أجرته وجعله . وقيل : الخرج : ما تبرعت به . والخراج : ما لزمك أداؤه . والوجه أن الخرج أخص من الخراج كقولك : خراج القرية وخرج الكردة زيادة اللفظ لزيادة المعنى ؛ ولذلك حسنت قراءة من قرأ : خرجا فخراج ربك يعني : أم تسألهم على هدايتك لهم قليلا من عطاء الخلق فالكثير من عطاء الخالق خير .
" وإنك لتدعوهم إلى صرط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصرط لنكبون " .
قد ألزمهم الحجة في هذه الآيات وقطع معاذيرهم وعللهم بأن الذي أرسل إليهم رجل معروف أمره وحاله مخبور سره وعلنه خليق بأن يجتبى مثله للرسالة من بين ظهرانيهم وأنه لم يعرض له حتى يدعى بمثل هذه الدعوى العظيمة بباطل ولم يجعل ذلك سلما إلى النيل من دنياهم واستعطاء أموالهم ولم يدعهم إلا إلى دين الإسلام الذي هو الصراط المستقيم مع إبراز المكنون من أدوائهم وهو إخلالهم بالتدبر والتأمل واستهتارهم بدين الآباء الضلال من غير برهان وتعللهم بأنه مجنون بعد ظهور الحق وثبات التصديق من الله بالمعجزات والآيات النيرة وكراهتهم للحق وإعراضهم عما فيه حظهم من الذكر يحتمل أن هؤلاء وصفتهم أنهم لا يؤمنون بالآخرة " لنكبون " أي عادلون عن هذا الصراط المذكور وهو قوله : " إلى صرط مستقيم " وأن كل من لا يؤمن بالآخرة فهو عن القصد ناكب .
لما أسلم ثمامة بن أثال الحنفي ولحق باليمامة ومنع الميرة من أهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز جاء أبو سفيان إلى رسول الله A فقال له : أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقال : بلى فقال : قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع .
" ولو رحمنهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغينهم يعمهون ولقد أخذنهم بالعذاب فما استكانوا لربهم يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون " .
والمعنى : لو كشف الله عنهم هذا الضر وهو الهزال والقحط الذي أصابهم برحمته عليهم ووجدوا الخصب ؛ لارتدوا إلى ما كانوا عليه من الاستكبار وعداوة رسول الله A والمؤمنين وإفراطهم فيها ولذهب عنهم هذا الإبلاس وهذا التملق بين يديه ويسترحمونه واستشهد على ذلك بأنا أخذناهم أولا بالسيوف وبما جرى عليهم يوم بدر من قتل صناديدهم وأسرهم فما وجدت منهم بعد ذلك استكانة ولا تضرع حتى فتحنا عليهم باب الجوع الذي هو أشد من الأسر والقتل وهو أطم العذاب فأبلسوا الساعة وخضعت رقابهم وجاء أعتاهم وأشدهم شكيمة في العناد يستعطفك . أو محناهم بكل محنة من القتل والجوع فما رؤي فيهم لين مقادة وهم كذلك حتى إذا عذبوا بنار جهنم فحينئذ يبلسون كقوله : " ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون " الروم : 12 ، " لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون " الزخرف : 75 . والإبلاس : اليأس من كل خير . وقيل : السكوت مع التحير . فإن قلت : ما وزن استكان . قلت : استفعل من الكون أي : انتقل من كون إلى كون كما قيل . استحال إذا افتعل من حال إلى حال . ويجوز أن يكون افتعل من السكون أشبعت فتحة عينه كما جاء : بمنتزاح . فإن قلت : هلا قيل : وما تضرعوا . أو : فما يستكينون ؟ قلت : لأن المعنى : محناهم فما وجدت منهم عقيب المحنة استكانة . وما من ضادة هؤلاء أن يستكينوا ويتضرعوا حتى يفتح عليهم باب العذاب الشديد . وقرىء : " فتحنا "