وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ما والنون : مؤكدتان أي : إن كان لا بد من أن تريني ما تعدهم من العذاب في الدنيا أو في الآخرة " فلا تجعلني " قرينا لهم ولا تعذبني بعذابهم . عن الحسن : أخبر الله أن له في أمته نقمة ولم يخبره أفي حياته أم بعد موته فأمره أن يدعو بهذا الدعاء فإن قلت : كيف يجوز أن يجعل الله نبيه المعصوم مع الظالمين حتى يطلب أن لا يجعله معهم . قلت : يجوز أن يسأل العبد ربه ما علم أنه يفعله وأن يستعيذ به مما علم أنه لا يفعله إظهارا للعبودية وتواضعا لربه وإخباتا له . واستغفاره A إذا قام من مجلسه سبعين مرة أو مائة مرة لذلك وما أحسن قول الحسن في قول أبي بكر الصديق Bهما : " وليتكم ولست بخيركم " : كان يعلم أنه خيرهم ولكن المؤمن يهضم نفسه وقرىء : " إما ترئنهم " بالهمز مكان تريني ؛ كما قرىء : " فإما ترئن " و " لترؤن الجحيم " وهي ضعيفة . وقوله : " رب " مرتين قبل الشرط وقبل الجزاء حث على فضل تضرع وجؤار . كانوا ينكرون الموعد بالعذاب ويضحكون منه واستعجالهم له لذلك فقيل لهم إن الله قادر على إنجاز ما وعد إن تأملتم فما وجه هذا الإنكار ؟ .
" إدفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون " .
هو أبلغ من أن يقال : بالحسنة السيئة لما فيه من التفضيل كأنه قال : ادفع بالحسنى السيئة . والمعنى : الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإحسان حتى إذا اجتمع الصفح والإحسان وبذل الاستطاعة فيه : كانت حسنة مضاعفة بإزاء سيئة . وهذه قضية قوله : " بالتي هي أحسن " . وعن ابن عباس Bهما : هي شهادة أن لا إله إلا الله . والسيئة : الشرك . وعن مجاهد : السلام : يسلم عليه إذا لقيه . وعن الحسن : الإغضاء والصفح . وقيل : هي منسوخة بآية السيف . وقيل : محكمة ؛ لأن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ثلم دين وإزراء بمروءة " بما يصفون " بما يذكرونه من أحوالك بخلاف صفتها . أو بوصفهم لك وسوء ذكرهم والله أعلم بذلك منكم وأقدر على جزائهم .
" وقل رب أعوذ بك من همزت الشيطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " .
الهمز : النخس . والهمزات : جمع المرة منه . ومنه : مهماز الرائض . والمعنى : أن الشياطين يحثون الناس على المعاصي ويغرونهم عليها كما تهمز الراضة الدواب حثا لها على المشي . ونحو الهمز الأز في قوله تعالى : " تؤزهم أزا " مريم : 83 ، أمر بالتعوذ من نخساتهم بلفظ المبتهل إلى ربه المكرر لندائه وبالتعوذ من أن يحضروه أصلا ويحوموا حوله . وعن ابن عباس Bهما : عند تلاوة القرآن . وعن عكرمة : عند النزع .
" جتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صلحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " .
" حتى " يتعلق ب " يصفون " أي : لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقف . والآية فاصلة بينهما على وجه الاعتراض والتأكيد للإغضاء عنهم مستعينا بالله على الشيطان أن يستزله عن الحلم ويغريه على الانتصار منهم . أو على قوله : وإنهم لكاذبون . " قال رب ارجعون " خطاب الله بلفظ الجمع للتعظيم كقوله : .
فإن شئت حرمت النساء سواكم .
وقوله : .
ألا فارحموني يا إله محمد .
إذا أيقن بالموت واطلع على حقيقة الأمر أدركته الحسرة على ما فرط فيه من الإيمان والعمل الصالح فيه فسأل ربه الرجعة وقال : " لعلى أعمل صلحا " في الإيمان الذي تركته .
والمعنى : لعلي آتي بما تركته من الإيمان وأعمل فيه صالحا كما تقول : لعلي أبني على أس تريد : أأس أسا وأبني عليه . وقيل : فيما تركت من المال . وعن النبي A : " إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : نرجعك إلى الدنيا فيقول : إلى دار الهموم والأحزان ! .
بل قدوما إلى الله . وأما الكافر فيقول : رب ارجعون " " كلا " ردع عن طلب الرجعة وإنكار واستبعاد . إنها كلمة " والمراد بالكلمة : الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعض وهي قوله : " لعلى أعمل صلحا فيما تركت " . " هو قائلها " لا محالة لا يخليها ولا يسكت عنها لاستيلاء الحسرة عليه وتسلط الندم . أو هو قائلها وحده لا يجاب إليها ولا تسمع منه " ومن ورائهم برزخا " والضمير للجماعة . أي : أمامهم حائل بينهم وبين الرجعة إلى يوم البعث وليس المعنى : أنهم يرجعون يوم البعث وإنما هو إقناط كلي لما علم أنه لا رجعة يوم البعث إلا إلى الآخرة .
" فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون "