وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" ولقد ءاتينا إبرهيم رشده من قبل وكنا به علمين إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عبدين قال لقد كنتم أنتم وءاباؤكم في ضلل مبين " .
الرشد : الاهتداء لوجوه الصلاح . قال الله تعالى : " فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا من إليهم أموالهم " النساء : 6 ، وقرىء : " رشده " والرشد والرشد كالعدم والعدم . ومعنى إضافته إليه : أنه رشد مثله . وأنه رشد له شأن " من قبل " أي من قبل موسى وهرون عليهما السلام . ومعنى علمه به : أنه علم منه أحوالا بديعة وأسرارا عجيبة وصفات قد رضيها وأحمدها حتى أهله لمخالته ومخالصته وهذا كقولك في خير من الناس : أنا لم بفلان فكلامك هذا من الاحتواء على محاسن الأوصاف بمنزل " إذ " إما أن يتعلق بآيتنا أو برشده أو بمحذوف أي : اذكر من أوقات رشده هذا الوقت . قوله : " ما هذه التماثيل " تجاهل لهم وتغاب ليحقر آلهتهم ويصغر شأنها مع علمه بتعظيمهم وإجلالهم لها . لم ينو للعاكفين مفعولا وأجراه مجرى ما لا يتعدى كقولك : فاعلون العكوف لها واقفون لها . فإن قلت : هلا قيل : عليها عاكفون كقوله تعالى : " يعكفون على أصنام لهم " الأعراف : 138 قلت : لو قصد التعدية لعداه بصلته التي هي " على " .
ما أقبح التقليد والقول المتقبل بغير برهان وما أعظم كيد الشيطان للمقلدين حين استرجهم إلى أن قلدوا آباءهم في عبادة التماثيل وعفروا لها جباههم وهم معتقدون أنهم على شيء وجادون في نصرة مذهبهم ومجادلون لأهل الحق عن باطلهم وكفى أهل التقليد سبة أن عبدة الأصنام منهم " أنتم " من التأكيد الذي لا يصح الكلام مع الإخلال به لأن العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع . ونحوه : اسكن أنت وزوجك الجنة أراد أن المقلدين والمقلدين جميعا منخرطون في سلك ضلال لا يخفى على من به أدنى مسكة لاستناد الفريقين إلى غير دليل بل إلى هوى متبع وشيطان مطاع لاستبعادهم أن يكون ما هم عليه ضلالا .
" قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين " .
بقوا متعجبين من تضليله إياهم وحسبوا أن ما قاله إنما قاله على وجه المزاح والمداعبة لا على طريق الجد . فقالوا له : هذا الذي جئتنا به أهو جد وحق أم لعب وهزل ؟ " قال بل ربكم رب السموت والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشهدين " .
الضمير في " فطرهن " للسموات والأرض . أو للتماثيل وكونه للتماثيل أدخل في تضليلهم وأثبت للاحتجاج عليهم . وشهادته على ذلك : إدلاؤه بالحجة عليه . وتصحيحه بها كما تصحح الدعوى بالشهادة كأنه قال : وأنا أبين ذلك وأبرهن عليه كما تبين الدعاوى بالبينات لأني لست مثلكم فأقول ما لا أقدر على إثباته بالحجة . كما لم تقدروا على الاحتجاج لمذهبكم ولم تزيدوا على أنكم وجدتم عليه آباءكم .
" وتالله لأكيدن أصنمكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون " .
قرأ معاذ بن جبل " بالله " وقرىء " تولوا " بمعنى تتولوا . ويقويها قوله : " فتولوا عنه مدبرين " الصافات : 90 . فإن قلت : ما الفرق بين الباء والتاء . قلت : أن الباء هي الأصل والتاء بدل من الواو المبدلة منها وأن التاء فيها زيادة معنى وهو التعجب كأنه تعجب من تسهل الكيد على يده وتأتيه لأن ذلك كان أمرا مقنوطا منه لصعوبته وتعذره . ولعمري إن مثله صعب متعذر في كل زمان . خصوصا في زمن نمروذ مع عتوه واستكباره وقوة سلطانه وتهالكه على نصرة دينه ولكن : .
إذا الله سنى عقد شيء تيسرا