وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم قال : بل ما هم فيه من الحفظ والكلاءة إنما هو منا لا من مانع يمنعهم من إهلاكنا وما كلأناهم وآباءهم الماضين إلا تمتيعا لهم بالحياة الدنيا وإمهالا كما متعنا غيرهم من الكفار وأمهلناهم " حتى طال عليهم " الأمد وامتدت بهم أيام الروح والطمأنينة فحسبوا أن لا يزالوا على ذلك لا يغلبون ولا ينزع عنهم ثوب أمنهم واستمتاعهم وذلك طمع فارغ وأمد كاذب " أفلا يرون أنا " ننقص أرض الكفر ودار الحرب ونحذف أطرافها بتسليط المسلمين عليها وإظهارهم على أهلها وردها دار إسلام . فإن قلت : أي فائدة في قوله : " نأتي الأرض " ؟ قلت : فيه تصوير ما كان الله يجريه على أيدي المسلمين وأن عساكرهم وسراياهم كانت تغزو أرض المشركين وتأتيها غالبة عليها ناقصة عن أطرافها .
" قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يويلنا إنا كنا ظلمين " .
قرىء : " ولا يسمع الصم " ولا تسمع الصم بالتاء والياء أي : لا تسمع أنت الصم ولا يسمع رسول الله A . ولا يسمع الصم من أسمع . فإن قلت : الصن لا يسمعون دعاء المبشر كما لا يسمعون دعاء المنذر . فكيف قيل : " إذا ما ينذرون " قلت : اللام في الصم إشارة إلى هؤلاء المنذرين كائنة للعهد لا للجنس . والأصل : ولا يسمعون إذا ما ينذرون فوضع الظاهر موضع المضمر للدلالة على تصامهم وسدهم أسماعهم إذا أنذروا . أي : هم على هذه الصفة من الجراءة والجسارة على التصام من آيات الإنذار " ولئن مستهم " من هذا الذي ينذرون به أدنى شيء لأذعنوا وذلوا وأقروا بأنهم ظلموا أنفسهم حين تصاموا وأعرضوا . وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات لأن النفح في معنى القلة والنزارة . يقال : نفحته الدابة وهو رمح يسير وففحه بعطية : رضخه . ولبناء المرة .
" ونضع الموزين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة خردل أتينا بها وكفى بنا حسبين " .
وصفت " الموزين " بالقسط وهو العدل مبالغة كأنها في أنفسها قسط . أو على حذف المضاف أي : ذوات القسط . واللام في " ليوم القيمة " مثلها في قولك : جئته لخمس ليال خلون من الشهر . ومنه بيت النابغة : .
ترسمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع .
وقيل : لأهل يوم القيامة أي لأجلهم . فإن قلت : ما المراد بوضع الموازين ؟ قلت : فيه قولان أحدهما : إرصاد الحساب السوي والجزاء على حسب الأعمال بالعدل والنصفة من غير أن يظلم عباده مثقال ذرة فمثل ذلك بوضع الموازين لتوزن بها الموزونات . والثاني : أنه يضع الموازين الحقيقية ويزن بها الأعمال . عن الحسن : هو ميزان له كفتان ولسان . ويروى : أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فلما رآه غشي عليه ثم أفاق فقال : يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات . فقال : يا داود إني إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة . فإن قلت : كيف توزن الأعمال وإنما هي أعراض ؟ قلت : فيه قولان أحدهما : توزن صحائف الأعمال . والثاني : تجعل في كفة الحسنات جواهر بيض مشرقة وفي كفة السيئات جواهر سود مظلمة . وقرىء : " مثقال حبة " على " كان " التامة كقوله تعالى : " وإن كان ذو عسرة " البقرة : 280 ، وقرأ ابن عباس ومجاهد : " آتينا بها " وهي مفاعلة من الإتيان بمعنى المجازاة والمكافأة لأنهم أتوه بالأعمال وأتاهم بالجزاء وقرأ حميد " أثبنا بها " من الثواب . وفي حرف أبي " جئنا بها " . وأنث ضمير المثقال لإضافته إلى الحبة كقولهم : ذهبت بعض أصابعه أي آتيناهما .
" ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين " .
أي : آتيناهما " الفرقان " وهو التوراة وأتينا به " وضياء وذكرا للمتقين " والمعنى : أنه في نفسه ضياء وذكر . أو آتيناهما بما فيه من الشرائع والمواعظ ضياء وذكرا . وعن ابن عباس Bهما : الفرقان : الفتح كقوله : " يوم الفرقان " الأنفال : 41 ، وعن الضحاك : فلق البحر . وعن محمد بن كعب : المخرج من الشبهات . وقرأ ابن عباس : " ضياء " بغير واو : وهو حال عن الفرقان . والذكر : الموعظة أو ذكر ما يحتاجون إليه في دينهم ومصالحهم أو الشرف .
" الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون " .
محل " الذين " جر على الوصفية . أو نصب على المدح . أو رفع عليه .
" وهذا ذكر مبارك أنزلنه أفأنتم له منكرون " .
" وهذا ذكر مبارك " هو القرآن . وبركته : كثرة منافعه وغزارة خيره