وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كانوا يستعجلون عذاب الله ونزول آياته الملجئة إلى العلم والإقرار " ويقولون متى هذا الوعد " فأراد نهيهم عن الاستعجال وزجرهم فقدم أولا ذم الإنسان على إفراط العجلة وأنه مطبوع عليها ثم نهاهم وزجرهم كأنه قال : ليس ببدع منكم أن تستعجلوا فإنكم مجبولون على ذلك وهو طبعكم وسجيتكم . وعن ابن عباس Bه : أنه أراد بالإنسان آدم عليه السلام وأنه حين بلغ الروح صدره ولم يتبالغ فيه أراد أن يقوم . وروي : أنه لما دخل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ولما دخل جوفه اشتهى الطعام . وقيل خلقه الله تعالى في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس فأسرع في خلقه قبل مغيبها . وعن ابن عباس Bه أنه النضر بن الحرث . والظاهر أن المراد الجنس . وقيل : العجل : الطين بلغة حمير . وقال شاعرهم : .
والنخل ينبت بين الماء والعجل .
والله أعلم بصحته . فإن قلت : لم نهاهم عن الاستعجال مع قوله : " خلق الإنسان من عجل " وقوله : " وكان الإنسان عجولا " الإسراء : 11 أليس هذا من تكليف ما لا يطاق ؟ قلت : هذا كما ركب فيه الشهوة وأمره أن يغلبها . لأنه أعطاه القدرة التي يستطيع بها قمع الشهوة وترك العجلة . وقرئ : خلق الإنسان .
" لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون " جواب " لو " محذوف . و " حين " مفعول به ليعلم أي : لو يعلمون الوقت الذي يستعلمون عنه بقولهم " متى هذا الوعد " وهو وقت صعب شديد تحيط بهم فيه النار من وراء وقدام فلا يقدرون على دفعها ومنعها من أنفسهم ولا يجدون ناصرا ينصرهم : لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال ولكن جهلهم به هو الذي هونه عندهم . ويجوز أن يكون " يعلم " متروكا بلا تعدية بمعنى : لو كان معهم علم ولم يكونوا جاهلين لما كانوا مستعجلين . وحين : منصوب بمضمر أي حين " لا يكفون عن وجوههم النار " يعلمون أنهم كانوا على الباطل وينتفي عنهم هذا الجهل العظيم أي : لا يكفونها بل تفجؤهم فتغلبهم يقال للمغلوب في المحاجة : مبهوت ومنه : " فبهت الذي كفر " البقرة : 258 ، أي : غلب إبراهيم عليه السلام الكافر . وقرأ الأعمش : يأتيهم . فيبهتهم على التذكير . والضمير للوعد أو للحين . فإن قلت : فإلام يرجع الضمير المؤنث في هذه القراءة ؟ قلت : إلى النار أو إلى الوعد لأنه في معنى النار وهي التي وعدوها أو على تأويل العدة أو الموعدة . أو إلى الحين لأنه في معنى الساعة . أو إلى البغتة . وقيل في القراءة الأولى : الضمير للساعة . وقرأ الأعمش : بغتة بفتح الغين " ولا هم ينظرون " تذكير بإنظاره إياهم وإمهاله وتفسيح وقت التذكر عليهم أي : لا يمهلون بعد طول الإمهال .
" ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون " سلى رسول الله A عن استهزائهم به بأن له في الأنبياء عليهم السلام أسوة وأن ما يفعلونه به يحيق بهم كما حاق بالمستهزئين بالأنبياء عليهم السلام ما فعلوا .
" قل من يكلؤكم باليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهمم معرضون " " من الرحمن " أي من بأسه وعذابه " بل هم " معرضون عن ذكره لا يخطرونه ببالهم فضلا أن يخافوا بأسه حتى إذا رزقوا الكلاءة منه عرفوا من الكاليء وصلحوا للسؤال عنه . والمراد أنه أمر رسوله E بسؤالهم عن الكاليء ثم بين أنهم لا يصلحون لذلك لإعراضهم عن ذكر من يكلؤهم .
" أم لهم إلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون " ثم أضرب عن ذلك بما في " أم " من معنى " بل " وقال : " أم لهم ءالهة تمنعهم " من العذاب تتجاوز منعنا وحفظنا . ثم استأنف فبين أن ما ليس بقادر على نصر نفسه ومنعها ولا بمصحوب من الله بالنصر والتأييد كيف يمنع غيره وينصره .
" بل متعنا هؤلاء وءاباءهم حتى طال عليهم الأمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغلبون "