وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن قلت : ما الفرق بينهما من جهة المعنى قلت : أحدهما الإعلام بأنه جعل فيها طرقا واسعة . والثاني : يأت حين خلقها خلقها على تلك الصفة فهو بيان لما أبهم ثمة محفوظا حفظه بالإمساك بقدرته من أن يقع على الأرض ويتزلزل أو بالشهب عن تسمع الشياطين على سكانه من الملائكة " عن ءايتها " أي عما وضع الله فيها من الأدلة والعبر بالشمس والقمر وسائر النيرات ومسايرها وطلوعها وغروبها على الحساب القويم والترتيب العجيب الدال على الحكمة البالغة والقدرة الباهرة وأي جهل أعظم من جهل من أعرض عنها ولم يذهب به وهمه إلى تدبرها والاعتبار بها والاستدلال على عظمة شأن من أوجدها عن عدم ودبرها ونصبها هذه النصبة وأودعها ما أودعها مما لا يعرف كنهه إلا هو عزت قدرقه ولطف علمه . وقرىء " عن آيتها " على التوحيد اكتفاء بالواحدة في الدلالة على الجنس أي : هم متفطنون لما يرد عليهم من السماء من المنافع الدنيوية كالاستضاءة بقمريها والاهتداء بكواكبها وحياة الأرض والحيوان بأمطارها وهم عن كونها آية بينة على الخالق " معرضون " .
" وهو الذي خلق اليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون " .
" كل " التنوين فيه عوض من المضاف إليه أي : كلهم " فى فلك يسبحون " والضمير للشمس والقمر والمراد بهما جنس الطوالع كل يوم وليلة جعلوها متكاثرة لتكاثر مطالعها وهو السبب في جمعهما بالشموس والأقمار لمألا فالشمس واحدة والقمر واحد وإنما جعل الضمير واو العقلاء للوصف بفعلهم وهو السباحة . فإن قلت : الجملة ما محلها . قلت : محلها النصب على الحال من الشمس والقمر . فإن قلت : كيف استبد بهما دون الليل والنهار بنصب الحال عنهما ؟ قلت : كما أقول : رأيت زيدا وهندا متبرجة ونحو ذلك ؛ إذا جئت بصفة يختص بها بعض ما تعلق به العامل . ومنه قوله تعالى في هذه السورة " ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة " الأنبياء : 72 أو لا محل لها لاستئنافها . فإن قلت : لكل واحد من القمرين ذلك على حدة فكيف قيل : جميعهم يسبحون في فلك ؟ قلت : هذا كقولهم " كساهم الأمير حلة وقلدهم سيفا " أي كل واحد منهم أو كساهم وقلدمم هذين الجنسين فاكتفى بما يدل على الجنس اختصارا ولأن الغرض الدلالة على الجنس .
" وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم خلدون كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " .
كانوا يقدرون أنه سيموت فيشمتون بموته فنفى الله تعالى عنه الشماتة بهذا أي : قضى الله أن لا يخلد في الدنيا بشرا فلا أنت ولا هم إلا عرضة للموت فإذا كان الأمر كذلك فإن مت أنت أيبقى هؤلاء ؟ وفي معناه قول القائل : .
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا .
" ونبلوكم " أي نختبركم بما يجب فيه الصبر عن البلايا وبما يجب فيه الشكر من النعم وإلينا مرجعكم فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم عن الصبر أو الشكر وإنما سمى ذلك ابتلاء وهو عالم بما سيكون عن أعمال العاملين قبل وجودهم لأنه في صورة الاختبار . و " فتنة " مصدر مؤكد لنبلوكم من غير لفظه .
" وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر ءالهتكتم وهم بذكر الرحمن هم كفرون " .
الذكر يكون بخير وبخلافه فإذا دلت الحال على أحدهما أطلق ولم يقيد كقولك للرجل : سمعت فلانا يذكرك فإن كان الذاكر صديقا فهو ثناء وإن كان عدوا فذم .
ومنه قوله تعالى : " سمعنا فتى يذكرهم " الأنبياء : 60 وقوله : " أهذا ألذى يذكر إلهتكم " والمعنى أنهم عاكفون على ذكر آلهتهم بهممهم وما يجب أن لا تذكر به من كونهم شفعاء وشهداء . ويسوءه أن يذكرها ذاكر بخلاف ذلك . وأما ذكر الله وما يجب أن يذكر به من الوحدانية فهم به كافرون لا يصدقون به أصلا فهم أحق بأن يتخذوا هزؤا منك فإنك محق وهم مبطلون . وقيل معنى " بذكر الرحمن " قولهم : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة . وقولهم " وما الرحمن أنسجد لم تأمرنا " الفرقان : 60 وقيل : " بذكر الرحمن " بما أنزل عليك من القرآن . والجملة في موضع الحال أي يتخذونك هزؤا . وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية وهي الكفر بالله .
" خلق الإنسن من عجل سأؤريكم إيتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صدقين "