وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نزلت في خزاعة حيث قالوا : الملائكة بنات الله نزه ذاته عن ذلك ثم أخبر عنهم بأنهم عباد والعبودية تنافي الولادة إلا أنهم " مكرمون " مقربون عندي مفضلون على سائر العباد لما هم عليه منه أحوال وصفات ليست لغيرهم فذلك هو الذي غر منهم من زعم أنهم أولادي تعاليت عن ذلك علوا كبيرا . وقريء " مكرمون " و " لا يسبقونه " بالضم من : سابقته فسبقته أسبقه . والمعنى : أنهم يتبعون قوله ولا يقولوق شيئا حتى يقوله فلا يسبق قولهم قوله . والمراد : بقولهم فأنيب اللام مناب الإضافة أي لا يتقدمون قوله بقولهم كما تقول : سبقت بفرسي فرسه وكما أن قولهم تابع لقوله فعملهم أيضا كذلك مبني على أمره : لا يعملون عملا ما لم يؤمروا به . وجميع ما يأتون ويذرون مما قدموا وأخروا بعين الله وهو مجازيهم عليه فلإحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ويراعون أحوالهم ويعمرون أوقاتهم . ومن تحفظهم أنهم لا يجسرون أن يشفعوا إلا لمن ارتضاه الله وأهله للشفاعة في ازدياد الثواب والتعظيم ثم أنهم مع هذا كله من خشية الله " مشفقون " أي متوقعون من أمارة ضعيفة كائنون على حذر ورقبة لا يأمنون مكر الله . وعن رسول الله A : أنه وأى جبريل عليه السلام ليلة المعراج ساقطا كالحلس من خشية الله . وبعد أن وصف كرامتهم عليه وقرب منزلتهم عنده وأثنى عليهم وأضاف إليهم تلك الأفعال السنية والأعمال المرضية .
فاجأ بالوعيد الشديد وأنذر بعذاب جهنم من أشرك منهم إن كان ذلك على سبيل الفرض والتمثيل مع إحاطة علمه بأنه لا يكون كما قال : " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " الأنعام : 88 ، قصد بذلك تفظيع أمر الشرك وتعظيم شأن التوحيد .
" أولم ير الذين كفروا أن السموت والأرض كانتا رتقا ففتقنهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون " .
قرىء : " ألم ير " بغير واو . و " رتقا " بفتح التاء وكلاهما في معنى المفعول كالخلق والنقض أي : كانتا مرتوقتين . فإن قلت : الرتق صالح أن يقع موقع مرتوقتين لأنه مصدر فما بال الرتق ؟ قلت : هو على تقرير موصوف أي : كانتا شيئا رتقا ومعنى ذلك : أن السماء كانت لاصقة بالأرض لا فضاء بينهما . أو كانت السموات متلاصقات وكذلك الأرضون لا فرج بينها ففتقها الله وفرج بينها . وقيل : ففتقناها بالمطر والنبات بعد ما كانت مصمتة ليانما قيل : كانتا دون كن لأن المراد جماعة السموات وجماعة الأرض ونحوه قولهم : لقاحان سوداوان أي : جماعتان فعل في المضمر نحو ما فعل في المظهر . فإن قلت : متى رأوهما رتقا حتى جاء تقريرهم بذلك . قلت : فيه وجهان أحدهما : أنه وارد في القرآن الذي هو معجزة في نفسه فقام مقام المرئي المشاهد . والثاني : أن تلاصق الأرض والسماء وتباينهما كلاهما جائز في العقل فلا بد للتباين دون التلاصق من مخصص وهو القديم سبحانه " وجعلنا " لا يخلو أن يتعدى إلى واحد أو اثنين فإن تعدى إلى واحد فالمعنى : خلقنا من الماء كل حيوان كقوله : " والله خلق كل دابة من ماء " النور : 45 ، أو كأنما خلقناه من الماء لفرط احتياجه إليه وحبه له وقلة صبره عنه كقوله تعالى : " خلق الإنسان من عجل " الأنبياء : 37 ، وإن تعدى إلى اثنين فالمعنى : صيرنا كل شيء حي بسبب من الماء لا بد له منه . و " من " هذا نحو " من " في قوله عليه السلام : " ما أنا من دد ولا الدد مني " وقرىء " حيا " وهو المفعول الثانى . والظرف لغو .
" وجعلنا فى الأرض روسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن ءايتها معرضون " .
أي كراهة " أن تميد بهم " وتضطرب . أو لئلا تميد بهم فحذف " لا " واللام . وإنما جاز حذف " لا " لعدم الالتباس كما تزاد لذلك في نحو قوله : " لئلا يعلم " الحديد : 29 ، وهذا مذهب الكوفيين . " فجاجا " الفج : الطريق الواسع . فإن قلت : في الفجاج معنى الوصف فما لها قدمت على السبل ولم تؤخر كما في قوله تعالى : " لتسلكوا منها سبلا فجاجا " نوح : 20 ، قلت : لم تقدم وهي صفة ولكن جعلت حالا كقوله : .
لعزة موحشا طلل قديم