وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن قلت : ما منعك من الرفع على البدل . قلت : لأن " لو " بمنزلة " إن " في الكلام معه موجب والبدل لا يسوغ إلا في الكلام غير الموجب كقوله تعالى : " ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك " هود : 81 ، وذلك لأن أعم العام يصح نفيه ولا يصح إيجابه . والمعنى : لو كان يتولاهما ويدبر أمرهما آلهة شتى غير الواحد الذي هو فاطرهما لفسدتا . وفيه دلالة على أمرين أحدهما : وجوب أن لا يكون مدبرهما إلا واحدا . والثاني : أن لا يكون ذلك الواحد إلا إياه وحده لقوله : " إلا الله " فإن قلت : لم وجب الأمران ؟ قلت : لعلمنا أن الرعية تفسد بتدبير الملكين لما يحدث بينهما من التغالب والتناكر والاختلاف . وعن عبد الملك بن مروان حين قتل عمرو بن سعيد الأشدق : كان والله أعز علي من دم ناظري ولكن لا يجتمع فحلان في شول وهذا ظاهر وأما طريقة التمانع فللمتكلمين فيها تجاول وطراد ولأن هذه الأفعال محتاجة إلى تلك الذات المتميزة بتلك الصفات حتى تثبت وتستقر .
" لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون " .
إذا كانت عادة الملوك والجبابرة أن لا يسألهم من في مملكتهم عن أفعالهم وعما يوردون ويصدرون من تدبير ملكهم تهيبا واجلالا مع جواز الخطأ والزلل وأنواع الفساد عليهم - كان ملك الملوك ورب الأرباب خالقهم ورازقهم أولى بأن لا يسئل عن أفعاله مع ما علم واستقر في العقول من أن ما يفعله كله مفعول بدواعي الحكمة ولا يجوز عليه الخطأ ولا فعل القبائح " وهم يسألون " أي هم مملوكون مستعبدون خطاؤن فما خلقهم بأن يقال لهم : لم فعلتم . في كل شيء فعلوه .
" أم اتخذوا من دونه ءالهة قل هاتوا برهنكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون " .
كرر " أم اتخذوا من دونه ءالهة " استفظاعا لشأنهم واستعظاما لكفرهم أي : وصفتم الله تعالى بأن له شريكا فهاتوا برهانكم على ذلك : إما من جهة العقل وإما من جهة الوحي فإنكم لا تجدون كتابا من كتب الأولين إلا وتوحيد الله وتنزيهه عن الأنداد مدعو إليه والاشراك به منهي عنه متوعد عليه . أي " هذا " الوحي الوارد في معنى توحيد الله ونفي الشركاء عنه كما ورد علي فقد ورد على جميع الأنبياء فهو ذكر : أي عظة للذين معي : يعني أمته وذكر للذين من قبلي : يريد أمم الأنبياء عليهم السلام . وقرىء : " ذكر من معى وذكر من قبلى " بالتنوين ومن مفعول منصوب بالذكر كقوله : " أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما " البلد : 14 - 15 وهو الأصل والإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول كقوله : " غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون " الروم : 3 ، وقرىء : " من معي " و " من قبلي " على من الإضافية في هذه القراءة . وإدخال الجار على " مع " غريب والعذر فيه أنه اسم هو ظرف نحو : قبل وبعد وعند ولدن وما أشبه ذلك فدخل عليه " من " كما يدخل على أخواته . وقرىء " ذكر معي وذكر قبلي " كأنه قيل : بل عندهم ما هو أصل الشر والفساد كله وهو الجهل وفقد العلم وعدم التمييز بين الحق والباطل فمن ثم جاء هذا الإعراض ومن هناك ورد هذا الإنكار . وقرىء : " الحق " بالرفع على توسيط التوكيد بين السبب والمسبب . والمعنى أن إعراضهم بسبب الجهل هو الحق لا الباطل . ويجوز أن يكون المنصوب أيضا على هذا المعنى كما تقول : هذا عبد الله الحق لا الباطل .
" وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " .
" يوحى " ونوحي : مشهورتان . وهذه الآية مقررة لما سبقها منه آي التوحيد .
" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحنه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظلمين "