وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" بل " إضراب عن اتخاذ اللهو واللعب وتنزيه منه لذاته كأنه قال : سبحاننا أن نتخذ اللهو واللعب بل من عادتنا وموجب حكمتنا واستغنائنا عن القبيح أن نغلب اللعب بالجد وندحض الباطل بالحق . واستعار لذلك القذف والدمغ تصويرا لإبطاله وإهداره ومحقه فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلا قذف به على جرم رخو أجوف فدمغه ثم قال : " ولكم الويل مما تصفون " به عما لا يجوز عليه وعلى حكمته . وقرىء : " فيدمغه " بالنصب وهو في ضعف قوله : .
سأترك منزلي لبني تميم ... وألحق بالحجاز فأستريحا .
" وله من فى السموت والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون اليل والنهار لا يفترون " .
" ومن عنده " هم الملائكة . والمراد أنهم مكرمون منزلون - لكرامتهم عليه - منزلة المقربين عند الملوكعلى طريق التمثيل والبيان لشرفهم وفضلهم على جميع خلقه .
فإن قلت : الاستحسار مبالغة في الحسور فكان الأبلغ في وصفهم أن ينفي عنهم أدنى الحسور . قلت : في الاستحسار بيان أن ما هم فيه يوجب غاية لحسور وأقصاه وأنهم أحقاء لتلك العبادات الباهظة بأن يستحسروا فيما يفعلون . " يسبحون اليل والنهار لا يفترون " أي : تسبيحهم متصل دائم في جميع أوقاتهم لا يتخلله فترة بفراغ أو شغل آخر .
" أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون " .
هذه أم المنقطعة الكائنة بمعنى بل والهمزة قد اذنت بالإضراب عما قبلها والإنكار لما بعدها والمنكر : هو اتخاذهم " ءالهة من الأرض هم ينشرون " الموتى ولعمري أن من أعظم للمنكرات أن ينشر الموتى بعض الموات . فإن قلت : كيف أنكر عليهم اتخاذ آلهة تنشر وما كانوا يدعون ذلك لآلهتهم . وكيف وهم أبعد شيء عن هذه الدعوى وذلك أنهم كانوا مع إقرارهم به D بأنه خالق السموات والأرض " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " لقمان : 35 ، وبأنه القادر على المقدورات كلها وعلى النشأة الأولى - منكرين البعث ويقولون : من يحيى العظام وهي رميم وكان عندهم من قبيل المحال الخارج عن قدرة القادر كثاني القديم فكيف يدعونه للجماد الذي لا يوصف بالقدرة رأسا ؟ قلت : الأمر كما ذكرت ولكنهم باذعانهم لها الإلهية يلزمهم أن يدعوا لها الإنشار لأنه لا يستحق خذا الاسم إلا القادر على كل مقدور والإنشار من جملة المقدورات . وفيه باب من التهكم بهم والتوبيخ والتجهيل وإشعار بأن ما استبعدوه من الله لا يصح استبعاده ؛ لأن الإلهية لما صحت صح معها الاقتدار على الإبداء والإعادة . ونحو قوله : " من الأرض " قولك : فلان من مكة أو من المدينة تريد : مكي أو مدني . ومعنى نسبتها إلى الأرض : الإيذان بأنها الأصنام التي تعبد في الأرض : لأن الآلهة على ضربين : أرضية وسماوية . ومن ذلك حديث الأمة التي قال لها رسول الله A : " أين ربك " ؟ فأشارت إلى السماء فقال : " إنها مؤمنة " لأنه فهم منها أن مرادها نفي الآلهة الأرضية التي هي الأصنام لا إثبات السماء مكانا لله D . ويجوز أن يراد آلهة من جنس الأرض . لأنها إما أن تنحت من بعض الحجارة أو تعمل من بعض جواهر الأرض . فإن قلت : لا بد من نكتة في قوله : " هم " قلت : النكتة فيه إفادة معنى الخصوصية كأنه قيل : أم اتخذوا آلهة لا يقدر على الإنشار إلا هم وحدهم . وقرأ الحسن " ينشرون " وهما لغتان : أنشر الله الموتى ونشرها . " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون " وصفت آلهة بإلا كما توصف بغير لو قيل آلهة غير الله .
" لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحن الله رب العرش عما يصفون "