وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إليهم نبيا فقتلوه فسلط الله عليهم بختنصر كما سلطه على أهل بيت المقدس فاستأصلهم . وروي : أنهم لما أخذتهم السيوف ونادى مناد من السماء يا لثآرات الأنبياء . ندموا واعترفوا بالخطأ . وذلك حين لم ينفعهم الندم . وظاهر الآية على الكثرة . ولعل ابن عباس ذكر " حضور " بأنها إحدى القرى التي أرادها الله بهذه الآية . فلما علموا شدة عذابنا وبطشتنا علم حس ومشاهدة لم يشكوا فيها ركضوا من ديارهم والركض : ضرب الدابة بالرجل . ومنه قوله تعالى : " اركض برجلك " ص : 42 ، فيجوز أن يركبوا دوابهم يركضونها هاربين منهزمين من قريتهم لما أدركتهم مقدمة العذاب . ويجوز أن يشبهوا في سرعة عدوهم على أرجلهم بالراكبين الراكضين لدوابهم فقيل لهم " لا تركضوا " والقول محذوف . فإن قلت : من القائل ؟ قلت يحتمل أن يكون بعض الملائكة أو من ثم من المؤمنين أو يجعلوا خلقاء بأن يقال لهم ذلك وإن لم يقل . أو يقوله رب العزة ويسمعه ملائكته لينفعهم في دينهم . أو يلهمهم ذلك فيحدثوا به نفوسهم " وارجعوا إلى ما أترفتم فيه " من العيش الرافه والحال الناعمة . والإتراف : إبطار النعمة وهي الترفة " لعلكم تسئلون " تهكم بهم وتوبيخ أي : ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم لعلكم تسئلون غدا عما جرى عليكم ونزل بأموالكم ومساكنكم فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة . أو ارجعوا واجلسوا كما كنتم في مجالسكم . وترتبوا في مراقبكم حتى يسألكم عبيدكم وحشمكم ومن تملكون أمره وينفذ فيه أمركم ونهيكم ويقول لكم : بم تأمرون . وبماذا ترسمون . وكيف نأتي ونذر كعادة المنعمين المخدمين ؟ أو يسألكم الناس في أنديتكم المعاون في نوازل الخطوب ويستشيرونكم في المهمات والعوارض ويستشفون بتدابيركم ويستضيئون بآرائكم أو يسألكم الوافدون عليكم والطماع ويستمطرون سحائب أكفكم ويمترون أخلاف معروفكم وأياديكم : إما لأنهم كانوا أسخياء ينفقون أموالهم رئاء الناس وطلب الثناء . أو كانوا بخلاء فقيل لهم ذلك تهكما إلى تهكم وتوبيخا إلى توبيخ " تلف " إشارة إلى يا ويلنا لأنها دعوى كأنه قيل : فما زالت تلك الدعوى " دعواهم " والدعوى بمعنى الدعوة . قال تعالى : " وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين " يونس : 10 . فإن قلت : لم سميت دعوى ؟ قلت : لأن المولول كأنه يدعو الويل فيقول تعالى : يا ويل فهذا وقتك . و " تلك " مرفوع أو منصوب اسما أو خبرا وكذلك دعواهم . حصيدا الحصيد : الزرع المحصود . أي : جعلناهم مثل الحصيد شبههم به في استئصالهم واصطلامهم كما تقول : جعلناهم رمادا أي مثل الرماد . والضمير المنصوب هو الذي كان مبتدأ والمنصوبان بعده كانا خبرين له فلما دخل عليها جعل نصبها جميعا على المفعولية . فإن قلت كيف ينصب " جعل " ثلاثة مفاعيل ؟ قلت : حكم الاثنين الآخرين حكم الواحد ؛ لأن معنى قولك " جعلته حلوا حامضا " جعلته جامعا للطعمين . وكذلك معنى ذلك : جعلناهم جامعين لمماثلة الحصيد والخمود .
" وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذنه من لدنا إن كنا فعلين " .
أي : وما سوينا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع وما بينهما من أصناف الخلائق مشحونة بضروب البدائع والعجائب كما تسوي الجبابرة سقوفهم وفرشهم وسائر زخارفهم للهو واللعب وإنما سويناها للفوائد الدينية والحكم الربانية لتكون مطارح افتكار واعتبار واستدلال ونظر لعبادنا مع ما يتعلق لهم بها من المنافع التي لا تعد والمرافق التي لا تحصى . ثم بين أن السبب في ترك اتخاذ اللهو واللعب وانتفائه عن أفعالي : هو أن الحكمة صارفة عنه وإلا فأنا قادر على اتخاذه إن كنت فاعلا لأني على كل شيء قدير . وقوله : " لاتخذنه منه لدنا " كقوله : " رزقا من لدنا " القصص : 57 ، أي من جهة قدرتنا وقيل : اللهو الولد بلغة اليمن . وقيل المرأة . وقيل " من لدنا " أي من الملائكة لا من الإنس ردا لولادة المسيح وعزيز .
" بل نقذف بالحق على البطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون "