وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" إني أراكم بخير " يريد بثروة واسعة تغنيكم من التطفيف . أو أراكم بنعمة من الله حقها أن تقابل بغير ما تفعلون . أو أراكم بخير فلا تزيلوا عنكم بما أنتم عليه كقول مؤمن آل فرعون : " يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا " غافر : 29 ، " يوم محيط " مهلك من قومه : " وأحيط بثمره " الكهف : 42 ، وأصله من إحاطة العدو . فإن قلت : وصف العذاب بالإحاطة أبلغ أم وصف اليوم بها ؟ قلت : بل وصف اليوم بها لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه . فإن قلت : النهي عن النقصان أمر بالإيفاء فما فائدة قوله : أوفوا ؟ قلت : نهوا أولا عن عين القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان لأن في التصريح بالقبيح نعيا على المنهي . وتعييرا له ثم ورد الأمر بالإيفاء الذي هو حسن في العقول مصرحا بلفظه لزيادة ترغيب فيه وبعث عليه وجيء به مقيدا بالقسط : أي ليكن الإيفاء على وجه العدل والتسوية من غير زيادة ولا نقصان أمرا بما هو الواجب لأن ما جاوز العدل فضل وأمر مندوب إليه . وفيه توقيف على أن الموفى عليه أن ينوي بالوفاء بالقسط ؟ لأن الإيفاء وجه حسنه أنه قسط وعدل فهذه ثلاث فوائد . البخس : الهضم والنقص . ويقال للمكس : البخس . قال زهير : .
وفي كل ما باع امرؤ بخس درهم .
وروي : مكس درهم وكانوا يأخذون من كل شيء يباع شيئا كما تفعل السماسرة . أو كانوا يمكسون الناس . أو كانوا ينقصون من أثمان ما يشترون من الأشياء فنهوا عن ذلك . والعثي في الأرض نحو السرقة والغارة وقطع السبيل . ويجوز أن يجعل التطفيف والبخس عثيا منهم في الأرض " بقيت الله " ما يبقى لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام عليكم " خير لكم إن كنتم مؤمنين " بشرط أن تؤمنوا وإنما خوطبوا بترك التطفيف والبخس والفساد في الأرض وهم كفرة بشرط الإيمان . فإن قلت : بقية الله خير للكفرة لأنهم يسلمون معها من تبعة البخس والتطفيف فلم شرط الإيمان ؟ قلت لظهور فائدتها مع الإيمان من حصول الثواب مع النجاة من العقاب وحفاء فائدتها مع فقده لانغماس صاحبها في غمرات الكفر . وفي ذلك استعظام للإيمان وتنبيه على جلالة شأنه . ويجوز أن يراد : إن كنتم مصدقين لي فيما أقول لكم وأنصح به إياكم . ويجوز أن يراد . ما يبقى لكم عند الله من الطاعات خير لكم كقوله : " والباقيات الصالحات خير عند ربك " الكهف : 46 ، وإضافة البقية إلى الله من حيث أنها رزقه الذي يجوز أن يضاف إليه . وأما الحرام فلا يضاف إلى الله ولا يسمى رزقا وإذا أريد به الطاعة فكما تقول : طاعة الله . وقرئ : " تقية الله " بالتاء وهي تقراه ومراقبته التي تصرف عن المعاصي والقبائح " وما أنا عليكم بحفيظ " وما بعثت لأحفظ عليكم أعمالكم وأجازيكم عليها وإنما بعثت مبلغا ومنبها على الخير وناصحا وقد أعذرت حين أنذرت .
" قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباءنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد "