وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كان شعيب عليه السلام كثير الصلوات وكان قومه إذا رأوه يصلي تغامزوا وتضاحكوا فقصدوا بقولهم : " أصلاتك تأمرك " السخرية والهزء والصلاة وإن جاز أن تكون آمرة على طريق المجاز كما كانت ناهية في قوله : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " العنكبوت : 45 ، وأن يقال : إن الصلاة تأمر بالجميل والمعروف كما يقال : تدعو إليه وتبعث عليه إلا أنهم ساقوا الكلام مساق الطنز وجعلوا الصلاة آمرة على سبيل التهكم بصلاته وأرادوا أن هذا الذي تأمر به من ترك عبادة الأوثان باطل لا وجه لصحته وأن مثله لا يدعوك إليه داعي عقل ولا يأمرك به آمر فطنة فلم يبق إلا أن يأمرك بلى آمر هذيان ووسوسة شيطان وهو صلواتك التي تداوم عليها في ليلك ونهارك وعندهم أنها من باب الجنون ومما يتولع به المجانين والموسوسون من بعض الأقوال والأفعال . ومعنى تأمرك " تأمرك أن " تأمرك بتكليف أن نترك " ما يعبد آباؤنا " لحذف المضاف الذي هو التكليف لأن الإنسان لا يؤمر بفعل غيره . وقرئ " أصلاتك " بالتوحيد . وقرأ ابن أبي عبلة " أو أن تفعل في أموالنا ما تشاء " بتاء الخطاب فيهما وهو ما كان يأمرهم به من ترك التطفيف والبخس والاقتناع بالحلال القليل من الحرام الكثير . وقيل : كان ينهاهم عن حذف الدراهم والدنانير وتقطيمها وأرادوا بقولهم : " إنك لأنت الحليم الرشيد " نسبته إلى غاية السفه والغي فعكسوا ليتهكموا به كما يتهكم بالشحيح الذي لا يبض حجره فيقال له : لو أبصرك حاتم لسجد لك . وقيل : معناه إنك للمتواصف بالحلم والرشد في قومك يعنون أن ما تأمر به لا يطابق حالك وما شهرت به .
" قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب " .
" ورزقني منه " أي من لدنه " رزقا حسنا " وهو ما رزقه من النبوة والحكمة . وقيل " رزقا حسنا " حلالا طيبا من غير بخس ولا تطفيف . فإن قلت : أين جواب " أرأيتم " وما له لم يثبت كما أثبت في قصة نوح ولوط ؟ قلت : جوابه محذوف وإنما لم يثبت لأن إثباته في القصتين دل على مكانه ومعنى الكلام ينادي عليه . والمعنى : أخبروني إن كنت على حجة واضحة ويقين من ربي وكنت نبيا على الحقيقة أيصح لي أن لا آمركم بترك عبادة الأوثان والكف عن المعاصي ؟ والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك ؟ يقال : خالفني فلان إلى كذا . إذا قصده وأنت مول عنه وخالفني عنه إذا ولي عمه وأنت قاصده . ويلقاك الرجل صادر عن الماء فتسأله عن صاحبه ؟ فيقول : خالفني إلى الماء يريد أنه قد ذهب إليه واردا وأنا ذاهب عنه صادرا . ومنه قوله تعالى : " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " يعني أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها لأستبد بها دونكم " إن أريد إلا الإصلاح " ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتي ونصيحتي وأمري بالمعروف ونهي عن المنكر " ما استطعت " ظرف أي : مدة استطاعتي للإصلاح وما دمت متمكنا منه لا آلو فيه جهدا . أو بدل من الإصلاح أي : المقدار الذي استطعته منه . ويجوز أن يكون على تقدير حذف المضاف على قولك : إلا الإصلاح إصلاح ما استطعت . أو مفعول له كقوله : .
ضعيف الكناية أعداءه .
أي ما أريد إلا أن أصلح ما استطعت إصلاحه من فاسدكم " وما توفيقي إلا بالله " وما كوني موفقا لإصابة الحق فيما آتي وأذر ووقوعه موافقا لرضا الله إلا بمعونته وتأييدا والمعنى : أنه استوفق ربه في إمضاء الأمر على سننه وطلب منه التأييد والإظهار على عدوه وفي ضمنه تهديد للكفار وحسم لأطماعهم فيه .
" ويا قوم لا يجر منكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود " .
جرم مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد وإلى مفعولين تقول : جرم ذنبا وكسبه وجرمته ذنبا وكسبته إياه قال : .
جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا