وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وتلك عاد " إشارة إلى قبورهم وآثارهم كأنه قال : سيحوا في الأرض فانظروا إليها واعتبروا ثم استأنف وصف أحوالهم فقال : " جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله " لأنهم إذا عصوا رسولهم فقد عصوا جميع رسل الله " لا نفرق بين أحد من رسله " البقرة : 285 ، قيل لم يرسل إليهم إلا هود وحده " كل جبار عنيد " يريد رؤساءهم وكبراءهم ودعاتهم إلى تكذيب الرسل . ومعنى اتباع أمرهم : طاعتهم . ولما كانوا تابعين لهم دون الرسل جعلت اللعنة تابعة لهم في الدارين تكبهم على وجوههم في عذاب الله . و " آلا " وتكرارها مع النداء على كفرهم والدعاء عليهم تهويل لأمرهم وتفظيع له وبعث على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم . فإن قلت : " بعد الموت " دعاء بالهلاك فما معنى الدعاء به عليهم في هلاكهم ؟ قلت : معناه الدلالة على أنهم كانوا مستأهلين له : ألا ترى إلى قوله : .
إخوتي لا تبعدوا أبدا ... وبلى والله قد بعدوا .
" قوم هود " عطف بيان لعاد : فإن قلت : ما الفائدة في هذا البيان والبيان حاصل بدونه ؟ قلت : الفائدة فيه أن يوسموا بهذه الدعوة وسما وتجعل فيهم أمرا محققا لا شبهة فيه بوجه من الوجوه ولأن عادا عادان : الأولى القديمة التي هي قوم هود والقصة فيهم والأخرى إرم .
" وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لك من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما تعبد آباؤنا وإننا في شك مما تدعونا إليه مريب قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وأتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير يا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا وخزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا بربهم ألا بعدا لثمود " .
" هو أنشأكم من الأرض " لم ينشئكم منها إلا هو ولم يستعمركم فيها غيره . وإنشاؤهم منها خلق آدم من التراب " واستعمركم فيها " وأمركم بالعمارة والعمارة متنوعة إلى واجب وندب ومباح ومكروه وكان ملوك فارس قد أكثروا من حفر الأنهار وغرس الأشجار وعمروا الأعمار الطوال مع ما كان فيهم من عسف الرعايا فسأل نبي من أنبياء زمانهم ربه عن سبب تعميرهم فأوحى إليه : إنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي . وعن معاوية بن أبي سفيان أنه أخذ في إحياء الأرض في آخر أمره فقيل له فقال : ما حملني عليه إلا قول القائل .
ليس الفتى بفتى لا يستضاء به ... ولا تكون له في الأرض آثار .
وقيل : استعمركم من العمر نحو استبقاكم من البقاء وقد جعل من العمرى . وفيه وجهان أحدهما : أن يكون استعمر في معنى أعمر كقولك استهلكه في معنى أهلكه