وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جهل مفرط وبله متناه حيث اعتقدوا في حجارة أنها تنتصر وتنتقم ولعلهم حين أجازوا العقاب كانوا يجيزون الثواب . من أعظم الآيات أن يواجه بهذا الكلام رجل واحد أمة عطاشا إلى إراقة دمه . يرمونه عن قوس واحدة وذلك لثقته بربه وأنه يعصمه منهم فلا تنشب فيه مخالبهم . ونحو ذلك قال نوح عليه السلام لقومه . " ثم اقضوا إلي ولا تنظرون " يونس : 71 ، أكد براءته من آلهتهم وشركهم ووثقها بما جرت به عادة الناس من توثيقهم الأمور بشهادة الله وشهادة العباد فيقول الرجل : الله شهيد على أني لا أفعل كذا ويقول لقومه كونوا شهداء على أني لا أفعله . فإن قلت : هلا قيل : إني أشهد الله وأشهدكم ؟ قلت : لأن إشهاد الله على البراءة من الشرك إشهاد صحيح ثابت في معنى تثبيت التوحيد وشد معاقده وأما إشهادهم فما هو إلا تهاون بدينهم ودلالة على قلة المبالاة بهم فحسب فعدل به عن لفظ الأول لاختلاف ما بينهما وجيء به على لفظ الأمر بالشهادة كما يقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه . اشهد علي أني لا أحبك تهكما به واستهانة بحاله " مما تشركون به من دونه " من إشراككم آلهة من دونه أو مما تشركونه من آلهة من دونه أي أنتم تجعلونها شركاء له ولم يجعلها هو شركاء . ولم ينزل بذلك سلطانا " فكيدوني جميعا " أنتم وآلهتكم أعجل ما تفعلون من غير إنظار فإني لا أبالي بكم وبكيدكم ولا أخاف معرتكم وإن تعاونتم علي وأنتم الأقوياء الشداد فكيف تضرني آلهتكم وما هي إلا جماد لا تضر ولا تنفع وكيف تنتقم مني إذا نلت منها وصددت عن عبادتها بأن تخبلني وتذهب بعقلي .
" إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صرط مستقيم فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ " .
ولما ذكر توكله على الله وثقته بحفظه وكلاءته من كيدهم وصفه بما يوجب التوكل عليه من اشتمال ربوبيته عليه وعليهم . من كون كل دابة في قبضته وملكته وتحت قهره وسلطانه والأخذ بنواصيها تمثيل لذلك " إن ربي على صرط مستقيم " يريد أنه على طريق الحق والعدل في ملكه لا يفوته ظالم ولا يضيع عنده معتصم به " فإن تولوا " فإن تتولوا . فإن قلت : الإبلاع كان قبل التولي فكيف وقع جزاء للشرط ؟ قلت : معناه فإن تتولوا لم أعاتب على تفريط في الإبلاع وكنتم محجوجين بأن ما أرسلت به إليكم قد بلغكم فأبيتم إلا تكذيب الرسالة وعداوة الرسول " ويستخلف " كلام مستأنف يريد : ويهلككم الله ويجيء بقوم آخرين يخلفونكم في دياركم وأموالكم " ولا تضرونه " بتوليكم " شيئا " من ضرر قط لأنه لا يجوز عليه المضار والمنافع وإنما تضرون أنفسكم . وفي قراءة عبد الله " ويستخلف " بالجزم وكذلك : ولا تضروه عطفا على محل " فقد أبلغتكم " المعنى : إن يتولوا يعذرني ويستخلف قوما غيركم ولا تضروا إلا أنفسكم " على كل شيء حفيظ " أي رقيب عليه مهيمن فما تخفى عليه أعمالكم ولا يغفل عن مؤاخذتكم . أو من كان رقيبا على الأشياء كلها حافظا لها وكانت مفتقرة إلى حفظه من المضار لم يضر مثله مثلكم .
" ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ " .
" والذين آمنوا معه " قيل : كانوا أربعة آلاف . فإن قلت : ما معنى تكرير التنجية ؟ قلت : ذكر أولا أنه حين أهلك عدوهم نجاهم ثم قال : " ونجيناهم من عذاب غليظ " على معنى : وكانت تلك التنجية من عذاب غليظ وذلك أن الله D بعث عليهم السموم فكانت تدخل في أنوفهم وتخرج من أدبارهم فتقطعهم عضوا عضوا . وقيل أراد بالثانية التنجية من عذاب الآخرة ولا عذاب أغلظ منه وأشد . وقوله : برحمة منا يريد : بسبب الإيمان الذي أنعمنا عليهم بالتوفيق له .
" وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ألا إن عادا كفروا بربهم ألا بعدا لعاد قوم هود "