وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزيدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين " .
" أخاهم " واحدا منهم وانتصابه للعطف على أرسلنا نوحا و " هودا " عطف بيان . و " غيره " بالرفع : صفة على محل الجار والمجرور . وقرئ : غيره بالجز صفة على اللفظ " إن أنتم إلا مفترون " تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء . ما من رسول إلا واجه قومه بهذا القول لأن شأنهم النصيحة والنصيحة لا يمحصها ولا يمحضها إلا حسم المطامع وما دام يتوهم شيء منها لم تنجع ولم تنفع " أفلا تعقلون " إذ تردون نصيحة من لا يطلب عليها أجرا إلا من الله . وهو ثواب الآخرة ولا شيء أنفى للتهمة من ذلك قيل " استغفروا ربكم " آمنوا به " ثم توبوا إليه " من عبادة غيره لأن التوبة لا تصلح إلا بعد الإيمان والمدرار : الكثير الدرور كالمغزار . وإنما قصد استمالتهم إلى الإيمان وترغيبهم فيه بكثرة المطر وزيادة القوة لأن القوم كانوا أصحاب زروع وبساتين وعمارات حراصا عليها أشد الحرص فكانوا أحوج شيء إلى الماء . وكانوا مدلين بما أوتوا من شدة القوة والبطش والبأس والنجدة مستحرزين بها من العدو مهيبين في كل ناحية . وقيل : أراد القوة في المال وقيل : القوة على النكاح وقيل : حبس عنهم القطر ثلاث سنين وعقمت أرحام نسائهم . وعن الحسن بن علي Bهما أنه وفد على معاوية فلما خرج تبعه بعض حجابه فقال : إني رجل ذو مال ولا يولد لي فعلمني شيئا لعل الله يرزقني ولدا فقال : عليك بالاستغفار فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة فولد له عشرة بنين فبلغ ذلك معاوية فقال : هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل فقال : ألم تسمع قول هود عليه السلام " ويزدكم قوة إلى قوتكم " وقول نوح عليه السلام : " ويمددكم بأموال وبنين " نوح : 12 ، " ولا تتولى " ولا تعرضوا عني وعما أدعوكم إليه وأرغبكم فيه " مجرمين " مصرين على إجرامكم وآثامكم .
" قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين " .
" ما جئتنا ببينة " كذب منهم وجحود كما قالت قريش لرسول الله A : لولا أنزل عليه آية من ربه مع فوت آياته الحصر " عن قولك " حال من الضمير في تاركي آلهتنا كأنه قيل : وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك : " وما نحن لك بمؤمنين " وما يصح من أمثالنا أن يصدقوا مثلك فيما يدعوهم إليه إقناطا له من الإجابة .
" إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون " .
" اعتراك " مفعول نقول وإلا لغو . والمعنى : ما نقول إلا قولنا اعتراك بعض آلهتنا بسوء أي خبلك ومسك بجنون لسبك إياها وصدك عنها وعداوتك لها . مكافأة لك منها على سوء فعلك بسوء الجزاء فمن ثم تتكلم بكلام المجانين وتهذي بهذيان المبرسمين . وليس بعجب من أولئك أن يسموا التوبة والاستغفار خبلا وجنونا وهم عاد أعلام الكفر وأوتاد الشرك وإنما العجب من قوم من المتظاهرين بالإسلام سمعناهم يسمون التائب من ذنوبه مجنونا والمنيب إلى ربه مخبلا ولم نجدهم معه على عشر مما كانوا عليه في أيام جاهليته من الموادة وما ذاك إلا لعرق من الإلحاد أبى إلا أن ينبض وضب من الزندقة أراد أن يطلع رأسه وقد دلت أجوبتهم المتقدمة على أن القوم كانوا جفاة غلاظ الأكباد لا يبالون بالبهت ولا يلتفتون إلى النصح . ولا تلين شكيمتهم للرشد . وهذا الأخير دال على