وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقيل : الضمير لنداء نوح أي : إن نداءك هذا عمل غير صالح وليس بذاك فإن قلت : فهلا قيل : إنه عمل فاسد ؟ قلت : لما نفاه عن أهله نفى عنه صفتهم بكلمة النفي التي يستبقي معها لفظ المنفي وآذن بذلك أنه إنما أنجى من أنجى من أهله لصلاحهم لا لأنهم أهلك وأقاربك . وإن هذا لما انتفى عنه الصلاح لم تنفعه أبوتك كقوله : " كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا " التحريم : 10 ، وقرئ : عمل غير صالح أي عمل عملا غير صالح . وقرئ : فلا تسئلن بكسر النون بغير ياء الإضافة وبالنون الثقيلة بياء وبغير ياء يعني فلا تلتمس مني ملتمسا أو التماسا لا تعلم أصواب هو أم غير صواب حتى تقف على كنهه . وذكر المسألة دليل على أن النداء كان قبل أن يغرق حين خاف عليه . فإن قلت : لم سمي نداؤه سؤالا ولا سؤال فيه ؟ قلت : قد تضمن دعاؤه معنى السؤال وإن لم يصرح به لأنه إذا ذكر الموعد بنجاة أهله في وقت مشارفة ولده الغرق فقد استنجز . وجعل سؤال ما لا يعرف كنهه جهلا وغباوة ووعظه أن لا يعود إليه وإلى أمثاله من أفعال الجاهلين . فإن قلت : قد وعده أن ينجي أهله وما كان عنده أن ابنه ليس منهم دينا فلما اشفى على الغرق تشابه عليه الأمر لأن العدة قد سبقت له وقد عرف الله حكيما لا يجوز عليه فعل القبيح وخلف الميعاد فطلب إماطة الشبهة وطلب إماطة الشبهة واجب فلم زجر وسمي سؤاله جهلا ؟ قلت : إن الله عز وعلا قدم له الوعد بإنجاء أهله مع استثناء من سبق عليه القول منهم فكان عليه أن يعتقد أن في جملة أهله من هو مستوجب للعذاب لكونه غير صالح وأن كلهم ليسوا بناجين وأن لا تخالجه شبهة حين شارف ولده الغرق في أنه من المستثنين لا من المستثنى منهم فعوتب على أن اشتبه عليه ما يجب أن لا يشتبه .
" قال ربي إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين " .
" أن أسألك " من أن أطلب منك في المستقبل ما لا علم لي بصحته تأدبا بأدبك واتعاظا بموعظتك " وإلا تغفر لي " ما فرط مني من ذلك " وترحمني " بالتوبة علي " أكن من الخاسرين " أعمالا .
" قيل يا نوح أهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم " .
وقرئ : يا نوح اهبط بضم الباء " بسلام منا " مسلما محفوظا من جهتنا أو مسلما عليك مكرما " وبركات عليك " ومباركا عليك والبركات الخيرات النامية . وقرئ : وبركة على التوحيد " وعلى أمم ممن معك " يحتمل أن تكون من للبيان . فيراد الأمم الذين كانوا معه في السفينة لأنهم كانوا جماعات . أو قيل لهم أمم لأن الأمم تتشعب منهم وأن تكون لإبتداء الغاية أي : على أمم ناشئة ممن معك وهي الأمم إلى آخر الدهر وهو الوجه . وقوله : " وأمم " رفع بالابتداء . و " سنمتعهم " صفة والخبر محذوف تقديره : وعمن معك أمم سنمتعهم وإنما حذف لأن قوله : " ممن معك " يدل عليه والمعنى : أن السلام منا والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين ينشؤون ممن معك وممن معك أمم ممتعون بالدنيا منقلبون إلى النار وكان نوح عليه السلام أبا الأنبياء والخلق بعد الطوفان منه وممن كان معه في السفينة . وعن محمد بن كعب القرظي : دخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة وفيما بعده من المتاع والعذاب كل كافر . وعن ابن زيد : هبطوا والله عنهم راض ثم أخرج منهم نسلا منهم من رحم ومنهم من عذب وقيل : المراد بالأمم الممتعة : قوم هود وصالح ولوط وشعيب .
" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين " .
" تلك " إشارة إلى قصة نوح عليه السلام . ومحلها الرفع على الابتداء والجمل بعدها أخبار أي تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك مجهولة عندك وعند قومك " من قبل هذا " من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها . أو من قبل هذا العلم الذي كسبته بالوحي . أو من قبل هذا الوقت " فاصبر " على تبليغ الرسالة وأذى قومك كما صبر نوح وتوقع في العاقبة لك ولمن كذبك نحو ما قيض لنوح ولقومه " إن العاقبة " في الفوز والنصر والغلبة " للمتقين " وقوله : " ولا قومك " معناه : إن قومك الذين أنت منهم على كثرتهم ووفور عددهم إذا لم يكن ذلك شأنهم ولا سمعوه ولا عرفوه فكيف برجل منهم كما تقول لم يعرف هذا عبد الله ولا أهل بلده