وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

البأساء والضراء : البؤس والضر . وقيل : البأساء : القحط والجوع . والضراء : المرض ونقصان الأموال والأنفس . والمعنى : ولقد أرسلنا إليهم الرسل فكذبوهم فأخذناهم " لعلهم يتضرعون " يتذللون ويتخشعون لربهم ويتوبون عن ذنوبهم " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا " معناه : نفي التضرع كأنه قيل : فلم يتضرعوا إذ جاءهم بأسنا . ولكنه جاء بلولا ليفيد أنه لم يكن لهم عذر في ترك التضرع إلا عنادهم وقسوة قلوبهم وأعجابهم بأعمالهم التي زينها الشيطان لهم " فلما نسوا ذكروا به " من البأساء والضراء : أي تركوا الاتعاظ به ولم ينفع فيهم ولم يزجرهم " فتحنا عليهم أبواب كل شيء " من الصحة والسعة وصنوف النعمة ليزاوج عليهم بين نوبتي الضراء والسراء كما يفعل الأب المشفق بولده يخاشنه تارة ويلاطفه أخرى طلبا لصلاحه " حتى إذا فرحوا بما أوتوا " من الخير والنعم لم يزيدوا على الفرح والبطر من غير انتداب لشكر ولا تصد لتوبة واعتذار " أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون " واجمون متحسرون آيسون " فقطع دابر القوم " آخرهم لم يترك منهم أحد قد استؤصلت شأفتهم " والحمد لله رب العالمين " إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة وأنه من أجل النعم وأجزل القسم . وقرئ : " فتحنا " بالتشديد .
" قل أرأيتم إن أخذ الله بسمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون " .
" إن أخذ الله بسمعكم وأبصاركم " بأن يصمكم ويعميكم " وختم على قلوبكم " بأن يغطي عليها ما يذهب عنده فهمكم وعقلكم " يأتيكم به " أي يأتيكم بذلك إجراء للضمير مجرى اسم الإشارة أو بما أخذ وختم عليه " يصدفون " يعرضون عن الآيات بعد ظهورها .
" قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمين " لما كانت البغتة أن يقع الأمر من غير أن يشعر به وتظهر أماراته قيل : " بغتة أو جهرة " وعن الحسن : ليلا أو نهارا . وقرئ : بغتة أو جهرة " هل يهلك " أي ما يهلك هلاك تعذيب وسخط إلا الظالمون . وقرئ : هل يهلك بفتح الياء .
" وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " .
" مبشرين ومنذرين " من آمن بهم وبما جاءوا به وأطاعهم ومن كذبهم وعصاهم ولم يرسلهم ليتلهى بهم ويقترح عليهم الآيات بعد وضوح أمرهم بالبراهين القاطعة " وأصلح " ما يجب عليه إصلاحه مما كلف .
" والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون " .
جعل العذاب ماسا كأنه حي يفعل بهم ما يريد من الآلام . ومنه قولهم : لقيت منه الأمرين والأقورين حيث جمعوا جمع العقلاء . وقوله : " إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا " الفرقان : 12 .
" قل لا أقول لكم عندي خزائن الأرض ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم أني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون " .
أي لا أدعي ما يستبعد في العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله وهي قسمة بين الخلق وإرزاقه وعلم الغيب وأني من الملائكة الذين هم أشرف جنس خلقه الله تعالى وأفضله وأقربه منزلة منه . أي لم أدع إلهية ولا ملكية لأنه ليس بعد الإلهية منزلة أرفع من منزلة الملائكة حتى تستبعدوا دعواي وتستنكرونها . وإنما أدعي ما كان مثله لكثير من البشر وهو النبوة " هل يستوي الأعمى والبصير " مثل للضال والمهتدي ويجوز أن يكون مثلا لمن اتبع ما يوحي إليه . ومن لم يتبع . أو لمن ادعى المستقيم وهو النبوة . والمحال وهو الإلهية أو الملكية " أفلا تتفكرون " فلا تكونوا ضالين أشباه العميان . أو فتعلموا أني ما ادعيت ما لا يليق بالبشر . أو فتعلموا أن اتباع ما يوحى إلي مما لا بد لي منه . فإن قلت : " أعلم الغيب " ما محله من الإعراب ؟ قلت : النصب عطفا على قوله : " عندي خزائن الأرض " لأنه من جملة المقول كأنه قال : لا أقول لكم هذا القول ولا هذا القول .
" وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من ولي ولا شفيع لعلهم يتقون "