وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وأنذر به " الضمير راجع إلى قوله : و " وما يوحى إلي " و " الذين يخافون أن تحشروا " إما قوم داخلون في الإسلام مقرون بالبعث ألا أنهم مفرطون في العمل فينذرهم بما يوحي إليه " لعلهم يتقون " أي يدخلون في زمرة المتقين من المسلمين . وأما أهل الكتاب لأنهم مقرون بالبعث . وإما ناس من المشركين علم من حالهم أنهم يخافون إذا سمعوا بحديث البعث أن يكون حقا فيهلكوا فهم ممن يرجى أن ينجع فيهم الإنذار دون المتمردين منهم فأمر أن ينذر هؤلاء . وقوله : " ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع " في موضع الحال من يحشروا بمعنى يخافون أن يحشروا غير منصورين ولا مشفوعا لهم ولا بد من هذه الحال لأن كلا محشور فالمخوف إنما هو الحشر على هذه الحال .
" ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين " .
ذكر غير المتقين من المسلمين وأمر بإنذارهم ليتقوا ثم أردفهم ذكر المتقين منهم وأمره بتقريبهم وأكرامهم وأن لا يطيع فيهم من أراد بهم خلاف ذلك وأثنى عليهم بأنهم يواصلون دعاء ربهم أي عبادته ويواظبون عليها والمراد بذكر الغداة والعشي : الدوام . وقيل معناه : يصلون صلاة الصبح والعصر ووسمهم بالإخلاص في عبادتهم بقوله : " يريدون وجهه " والوجه يعبر به عن ذات الشيء وحقيقته . روي : أن رؤوسا من المشركين قالوا لرسول الله A : لو طردت عنا هؤلاء الأعبد يعنون فقراء المسلمين وهم عمار وصهيب وبلال وخباب وسلمان وأضرابهم رضوان الله عليهم وأرواح جبابهم وكانت عليهم جباب من صوف جلسنا إليك وحادثناك فقال E : ما أنا بطارد المؤمنين . فقالوا : فأقمهم عنا إذا جئنا فإذا قمنا فأقعدهم معك إن شئت . فقال : نعم طمعا في إيمانهم . وروي : أن عمر رضي الله عنه قال : لو فعلت حتى ننظر إلى ما يصيرون . قال فاكتب بذلك كتابا فدعا بصحيفة وبعلي Bه ليكتب . فنزلت . فرمى بالصحيفة واعتذر عمر من مقالته .
قال سلمان وخباب : فينا نزلت فكان رسول الله A يقعد معنا ويدنو منا حتى تمس ركبتنا ركبته . وكان يقوم عنا إذا أراد القيام فنزلت : " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم " فترك القيام عنا إلى أن نقوم عنه وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي . معكم المحيا ومعكم الممات " وما عليك من حسابهم من شيء " كقوله : " إن حسابهم إلا على ربي " الشعراء : 113 ، وذلك أنهم طعنوا في دينهم وأخلاصهم فقال : " ما عليك من حسابهم من شيء " بعد شهادته لهم بالإخلاص وبإرادة وجه الله في أعمالهم على معنى : وإن كان الأمر على ما يقولون عند الله فما يلزمك إلا اعتبار الظاهر والاتسام بسيمة المتقين وإن كان لهم باطن غير مرضي فحسابهم عليهم لازم لهم لا يتعداهم إليك كما أن حسابك عليك لا يتعداك إليهم كقوله : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " الزمر : 17 . فإن قلت : أما كفى قوله : " ما عليك من حسابهم من شيء " حتى ضم إليه " وما من حسابك عليهم من شيء " ؟ قلت : قد جعلت الجملتان بمنزلة جملة واحدة وقصد بهما مؤدى واحد وهو المعني في قوله : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " الزمر : 7 ، ولا يستقل بهذا المعنى إلا الجملتان جميعا كأنه قيل : لا تؤاخذ أنت ولا هم بحساب صاحبه . وقيل : الضمير للمشركين . والمعنى : لا يؤاخذون بحسابك ولا أنت بحسابهم حتى يهمك إيمانهم ويحرك الحرص عليه إلى أن تطرد المؤمنين " فتطردهم " جواب النفي " فتكون من الظالمين " جواب النهي . ويجوز أن يكون عطفا على " فتطردهم " على وجه التسبيب لأن كونه ظالما مسبب عن طردهم . وقرئ : " بالغدوة والعشي " .
" وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين "