وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جعل أعمال الدنيا لعبا ولهوا واشتغالا بما لا يعني ولا يعقب منفعة كما تعقب أعمال الآخرة المنافع العظيمة . وقوله : " للذين يتقون " دليل على أن ما عدا أعمال المتقين لعب ولهو . وقرأ ابن عباس رضي الله عنه : " ولدار الآخرة " وقرئ : " تعقلون " بالتاء والياء .
" وقد نعلم إنه ليحزنك الذين يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " .
قد في قد نعلم بمعنى ربما الذي يجيء لزيادة الفعل وكثرته كقوله : .
أخو ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله .
والهاء في إنه ضمير الشأن ليحزنك قرئ بفتح الياء وضمها . والذي يقولون هو قولهم : ساحر كذاب لا يكذبونك قرئ بالتشديد والتخفيف من كذبه إذا جعله كاذبا في زعمه وأكذبه إذا وجده كاذبا . والمعنى أن تكذيبك أمر راجع إلى الله لأنك رسوله المصدق بالمعجزات فهم لا يكذبونك في الحقيقة وإنما يكذبون الله بجحود آياته فاله عن حزنك لنفسك وإن هم كذبوك وأنت صادق وليشغلك عن ذلك ما هو أهم وهو استعظامك بجحود ايات الله تعالى والاستهانة بكتابه . ونحوه قول السيد لغلامه إذا أهانه بعض الناس : إنهم لم يهينوك وإنما أهانوني . وفي هذه الطريقة قوله تعالى : " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " الفتح : 10 ، وقيل : فإنهم لا يكذبونك بقلوبهم ولكنهم يجحدون بألسنتهم . وقيل : فإنهم لا يكذبونك لأنك عندهم الصادق الموسوم بالصدق ولكنهم يجحدون بآيات الله . وعن ابن عباس Bه : كان رسول الله A يسمى الأمين فعرفوا أنه لا يكذب في شيء ولكنهم كانوا يجحدون . وكان أبو جهل يقول : ما نكذبك لأنك عندنا صادق وإنما نكذب ما جئتنا به . وروي : أن الأخنس بن شريق قال لأبي جهل : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس عندنا أحد غيرنا ؟ فقال له : والله إن محمدا لصادق وما كذب قط ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش فنزلت وقوله : " ولكن الظالمين " من إقامة الظاهر مقام المضمر للدلالة على أنهم ظلموا في جحودهم .
" ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأي المرسلين " .
ولقد كذبت تسلية لرسول A وهذا دليل على أن قوله : " فإنهم لا يكذبونك " الأنعام : 33 ، ليس بنفي لتكذيبه وإنما هو من قولك لغلامك : ما أهانوك ولكنهم أهانوني " على ما كذبوا وأوذوا " على تكذيبهم وإيذائهم " ولا مبدل لكلمات الله " لمواعيده من قوله : " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون " الصافات : 171 ، " ولقد جاءك من نبأي المرسلين " بعض أنبائهم وقصصهم وما كابدوا من مصابرة المشركين .
" وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكنن من الجاهلين إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون "