وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" ولو ترى " جوابه محذوف تقديره . ولو ترى لرأيت أمرا شنيعا " وقفوا على النار " أروها حتى يعاينوها . أو اطلعوا عليها اطلاعا هي تحتهم أو أدخلوها فعرفوا مقدار عذابها من قولك : وقفته على كذا إذا فهمته وعرفته وقرئ : " وقفوا " على البناء للفاعل ومن وقف عليه وقوفا " يا ليتنا نرد " تم تمنيهم . ثم ابتدؤا " ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين " واعدين الإيمان كأنهم قالوا : ونحن لا نكذب ونؤمن على وجه الإثبات . وشبهة سيبويه بقولهم : دعني ولا أعود بمعنى : دعني وأنا لا أعود تركتني أو لم تتركني . ويجوز أن يكون معطوفا على نرد أو حالا على معنى : يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين فيدخل تحت حكم التمني . فإن قلت : يدفع ذلك قوله : " وإنهم لكاذبون " لأن المتمني لا يكون كاذبا . قلت : هذا تمن قد تضمن معنى العدة فجاز أن يتعلق به التكذيب كما يقول الرجل : ليت الله يرزقني مالا فأحسن إليك وأكافئك على صنيعك فهذا متمن في معنى الواعد فلو رزق مالا ولم يحسن إلى صاحبه ولم يكافئه كذب كأنه قال : إن رزقني الله مالا كافأتك على الإحسان . وقرئ : " ولا نكذب ونكون " بالنصب بإضمار أن على جواب التمني ومعناه : إن رددنا لم نكذب ونكن من المؤمنين " بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل " من قبائحهم وفضائحهم في صحفهم وبشهادة جوارحهم عليهم ؟ فلذلك تمنوا ما تمنوا ضجرا لا أنهم عازمون على أنهم لو ردوا لآمنوا . وقيل : هو في المنافقين وأنه يظهر نفاقهم الذي كانوا يسرونه . وقيل : هو في أهل الكتاب وأنه يظهر لهم ما كانوا يخفونه من صحة نبوة رسول الله A " ولو ردوا " إلى الدنيا بعد وقوفهم على النار " لعادوا لما نهوا عنه " من الكفر والمعاصي " وإنهم لكاذبون " فيما وعدوا من أنفسهم لا يفون به .
" وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين " .
" وقالوا " عطف على لعادوا . أي : ولو ردوا لكفروا ولقالوا : " إن هي إلا حياتنا الدنيا " كما كانوا يقولون قبل معاينة القيامة . ويجوز أن يعطف على قوله : وإنهم لكاذبون على معنى : وإنهم لقوم كاذبون في كل شيء وهم الذين قالوا : إن هي إلا حياتنا الدنيا . وكفى به دليلا على كذبهم .
" ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون " .
" وقفوا على ربهم " مجاز على الحبس للتوبيخ والسؤال كما يوقف العبد الجاني بين يدي سيده ليعاتبه . وقيل : وقفوا على جزاء ربهم . وقيل : عرفوه حق التعريف " قال " مردود على قول قائل قال : ماذا قال لهم ربهم إذ وقفوا عليه ؟ فقيل : قال : " أليس هذا بالحق " وهذا تعيير من الله تعالى لهم على التكذيب . وقولهم لما كانوا يسمعون من حديث البعث والجزاء : ما هو بحق وما هو إلا باطل " بما كنتم تكفرون " بكفركم بلقاء الله ببلوغ الآخرة وما يتصل بها . وقد حقق الكلام فيه في مواضع أخر . و " حتى " غاية لكذبوا لا لخسر لأن خسرانهم لا غاية له . أي ما زال بهم التكذيب إلى حسرتهم وقت مجيء الساعة . فإن قلت : أما يتحسرون عند موتهم ؟ قلت : لما كان الموت وقوعا في أحوال الآخرة ومقدماتها جعل من جنس الساعة وسمي باسمها ولذلك قال رسول الله A : " من مات فقد قامت قيامته " . أو جعل مجيء الساعة بعد الموت لسرعته كالواقع بغير فترة " بغتة " فجأة وانتصابها على الحال بمعنى باغتة ؛ أو على المصدر كأنه قيل : بغتتهم الساعة بغتة " فرطنا فيها " الضمير للحياة الدنيا جيء بضميرها وإن لم يجر لها ذكر لكونها معلومة أو الساعة على معنى : قصرنا في شأنها وفي الإيمان بها كما تقول : فرطت في فلان . ومنه فرطت في جنب الله " تحملون أوزارهم على ظهورهم " كقوله : " فبما كسبت أيديكم " الشورى : 30 ، لأنه اعتيد حمل الأثقال على الظهور كما ألف الكسب بالأيدي " سآء ما يزرون " بئس شيئا يزرون وزرهم كقوله " ساء مثلا القوم " الأعراف : 177 .
" وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون "