وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفرقوا بين الفعلين فقالوا : صفده قيده وأصفده أعطاه كوعده وأوعده أي : " هذا " الذي أعطيناك من الملك والمال والبسطة " عطاؤنا " بغير حساب يعني : جما كثيرا لا يكاد يقدر على حسبه وحصره " فامنن " من المنة وهي العطاء أي : فأعط منه ما شئت " أو أمسك " مفوضا إليك التصرف فيه . وفي قراءة ابن مسعود : هذا فامنن أو أمسك عطاؤنا بغير حساب أو هذا التسخير عطاؤنا فامنن على من شئت من الشياطين بالإطلاق وأمسك من شئت منهم في الوثاق بغير حساب أي لا حساب عليك في ذلك " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطن بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب " " أيوب " عطف بيان . و " إذ " بدل اشتمال منه " أني مسني " بأني مسني : حكاية لكلامه الذي ناداه بسببه ولو لم يحك لقال بأنه مسه : لأنه غائب . وقرىء : " بنصب " بضم النون وفتحها مع سكون الصاد وبفتحهما وضمهما فالنصب والنصب : كالرشد الرشد والنصب : على أصل المصدر والنصب : تثقيل نصب والمعنى واحد وهو التعب والمشقة . والعذاب : الألم يريد مرضه وما كان يقاسي فيه من أنواع الوصب . وقيل : الضر في البدن والعذاب في ذهاب الأهل والمال . فإن قلت : لم نسبه إلى الشيطان ولا يجوز أن يسلطه الله على أنبيائه ليقضي من إتعابهم وتعذيبهم وطره ولو قدر على ذلك لم يدع صالحا إلا وقد نكبه وأهلكه وقد تكرر في القرآن أنه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب ؟ قلت : لما كانت وسوسته إليه وطاعته له فيما وسوس سببا فيما مسه الله به من النصب والعذاب نسبه إليه وقد راعى الأدب في ذلك حيث لم ينسبه إلى الله في دعائه مع أنه فاعله ولا يقدر عليه إلا هو . وقيل : أراد ما كان يوسوس بهإليه في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء ويغريه على الكراهة والجزع فالتجأ إلى الله تعالى في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء أو بالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل . وروى أنه كان يعوده ثلاثة من المؤمنين فارتد أحدهم فسأل عنه فقيل : ألقى إليه الشيطان : إن الله لا يبتلي الأنبياء والصالحين وذكر في سبب بلائه أن رجلا استغاثه على ظالم فلم يغثه . وقيل : كانت مواشيه في ناحية ملك كافر فداهنه ولم يغزه . وقيل : أعجب بكثرة ماله " اركض برجلك " حكاية ما أجيب به أيوب عليه السلام أي : اضرب برجلك الأرض . وعن قتادة : هي أرض الجابية فضربها فنبعت عين فقيل : " هذا مغتسل بارد وشراب " أي : هذا ماء تغتسل به وتشرب منه ليبرأ باطنك وظاهرك وتنقلب ما بك قلبة . وقيل : نبعت له عينان فاغتسل من إحداهما وشرب من الأخرى فذهب الداء من ظاهره وباطنه بإذن الله وقيل : ضرب برجله اليمنى فنبعت عين حارة فاغتسل منها ثم باليسرى فنبعت باردة فشرب منها " رحمة منا وذكرى " مفعول لهما . والمعنى : أن الهبة كانت للرحمة له ولتذكير أولى الألباب لأنهم إذا سمعوا بما أنعمنا به عليه لصبره رغبهم في الصبر على البلاء وعاقبة الصابرين وما يفعل الله بهم " وخذ " معطوف على اركض . والضغث : الحزمة من حشيش أو ريحان أو غير ذلك . وعن ابن عباس : قبضة من الشجر كان حلف في مرضه ليضربن امرأته مائة إذا برأ فحلل الله يمينه بأهون شيء عليه وعليها لحسن خدمتها إياه ورضاه عنها وهذه الرخصة باقية . وعن النبي A : أنه أتى بمخدج وقد خبث بأمة فقال : " خذوا عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه بها ضربة " ويجب أن يصيب المضروب كل واحد من المائة إما أطرافها قائمة وأما أعراضها مبسوطة مع وجود صورة الضرب وكان السبب في يمينه أنها أبطأت عليه ذاهبة في حاجة فحرج صدره وقيل : باعت ذؤابتيها برغيفين وكانتا متعلق أيوب إذا قام . وقيل : قال لها الشيطان : اسجدي لي سجدة فأرد عليكم مالكم وأولادكم فهمت بذلك فأدركتها العصمة فذكرت ذلك له فحلف . وقيل : أوهمها الشيطان أن أيوب إذا شرب الخمر برأ فعرضت له بذلك . وقيل : سألته أن يقرب للشيطان بعناق " وجدنه صابرا " علمناه صابرا