وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولقد أبى العلماء المتقنون قبوله وقالوا : هذا من أباطيل اليهود والشياطين لا يتمكنون من مثل هذه الأفاعيل . وتسليط الله إياهم على عباده حتى يقعوا في تغيير الأحكام وعلى نساء الأنبياء حتى يفجروا بهن قبيح وأما اتخاذ تماثيل فيجوز أن تختلف فيه الشرائع . ألا ترى إلى قوله " من محاريب وتماثيل " سبأ : 11 ، وأما السجود للصورة فلا يظن بنبي الله أن يأذن فيه وإذا كان بغير علمه فلا عليه . وقوله : " وألقينا على كرسيه جسدا " ناب عن إفادة معنى إنابة الشيطان منابه نبوا ظاهرا . " قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب " قدم الاستغفار على استيهاب الملك جريا على عادة الأنبياء والصالحين في تقديمهم أمر دينهم على أمور دنياهم " لا ينبغي " لا يتسهل ولا يكون . ومعنى " من بعدي " من دوني . فإن قلت : أما يشبه الحسد والحرص على الاستبداد بالنعمة أن يستعطي الله ما لا يعطيه غيره ؟ قلت : كان سليمان عليه السلام ناشئا في بيت الملك والنبوة ووارثا لهما فأراد أن يطلب من ربه معجزة فطلب على حسب إلفه ملكا زائدا على الممالك زيادة خارقة للعادة بالغة حد الإعجاز ليكون ذلك دليلا على نبوته قاهرا للمبعوث إليهم وأن يكون معجزة حتى يخرق العادات فذلك معنى قوله : " لا ينبغي لأحد من بعدي " وقيل : كان ملكا عظيما فخاف أن يعطى مثله أحد فلا يحافظ على حدود الله فيه كما قالت الملائكة : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " البقرة : 30 ، وقيل : ملكا لا أسلبه ولا يقوم غيري فيه مقامي كما سلبته مرة وأقيم مقامي غيري . ويجوز أن يقال : علم الله فيما اختصه به من ذلك الملك العظيم مصالح في الدين وعلم أنه لا يضطلع بأعبائه غيره وأوجبت الحكمة استيهابه فأمره أن يستوهبه إياه فاستوهبه بأمر من الله على الصفة الذي علم الله أنه لا يضبطه عليها إلا هو وحده دون سائر عباده . أو أراد أن يقول ملكا عظيما فقال : " لا ينبغي لأحد من بعدي " ولم يقصد بذلك إلا عظم الملك وسعته كما تقول : لفلان ما ليس لأحد من الفضل والمال وربما كان للناس أمثال ذلك ولكنك تريد تعظيم ما عنده . وعن الحجاج أنه قيل له : إنك حسود فقال : أحسد مني من قال : " وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " وهذا من جرأته على الله وشيطنته كما حكى عنه : طاعتنا أوجب من طاعة الله لأنه شرط في طاعته فقال : " فاتقوا الله ما استطعتم " التغابن : 16 ، وأطلق طاعتنا فقال : " وأولى الأمر منكم " النساء : 59 . " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشيطين كل بناء وغواص وءاخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب وإن له عندنا لزلفى وحسن مئاب " قرىء : " الريح " والرياح " رخاء " لينة طيبة لا تزعزع . وقيل : طيعة له لا تمتنع عليه " حيث أصاب " حيث قصد وأراد . حكى الأصمعي عن العرب : أصاب الصواب فأخطأ الجواب . وعن رؤبة أن رجلين من أهل اللغة قصداه ليسألاه عن هذه الكلمة فخرج إليهما فقال : أين تصيبان ؟ فقالا : هذه طلبتنا ورجعا ويقال : أصاب الله بك خيرا " والشيطين " عطف على الريح " كل بناء " بدل من الشياطين " وءاخرين " عطف على كل داخل في حكم البدل وهو بدل الكل من الكل : كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية ويغوصون له فيستخرجون اللؤلؤ وهو أول من استخرج الدر من البحر وكان يقرن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والسلاسل للتأديب والكف عن الفساد . وعن السدي : كان يجمع أيديهم إلى أعناقهم مغللين في الجوامع . والصفد القيد وسمي به العطاء لأنه ارتباط للمنعم عليه ومنه قول علي Bه : من برك فقد أسرك ومن جفاك فقد أطلقك . ومنه قول القائل : غل يدا مطلقها وأرق رقبة معتقها . وقال حبيب : إن العطاء إسارة وتبعه من قال : .
ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا