وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فان قلت : كيف وجده صابرا وقد شكا إليه ما به واسترحمه ؟ قلت : الشكوى إلى الله عز وعلا لا تسمى جزعا ولقد قال يعقوب عليه السلام : " إنما أشكو بثي وحزني إلى الله " يوسف : 86 ، وكذلك شكوى العليل إلى الطبيب وذلك أن أصبر الناس على البلاء لا يخلو من تمني العافية وطلبها فإذا صح أن يسمى صابرا مع تمني العافية وطلب الشفاء فليسم صابرا مع اللجإ إلى الله تعالى والدعاء بكشف ما به ومع التعالج ومشاورة الأطباء على أن أيوب عليه السلام كان يطلب الشفاء خيفة على قومه من الفتنة حيث كان الشيطان يوسوس إليهم كما كان يوسوس إليه أنه لو كان نبيا لما ابتلي بمثل ما ابتلي به وإرادة القوة على الطاعة فقد بلغ أمره إلى أن لم يبق منه إلا القلب واللسان . ويروى : أنه قال في مناجاته : إلهي قد علمت أنه لم يخالف لساني قلبي ولم يتبع قلبي بصري ولم يهبني ما ملكت يميني ولم آكل إلا ومعي يتيم ولم أبت شبعان ولا كاسيا ومعي جائع أو عريان فكشف الله عنه .
" واذكر عبدنا إبرهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصر إنا أخلصنهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار " " إبرهيم وإسحق ويعقوب " عطف بيان لعبادنا . ومن قرأ : عبدنا جعل إبراهيم وحده عطف بيان له ثم عطف ذريته على عبدنا وهي إسحاق ويعقوب كقراءة ابن عباس : وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق . ولما كانت أكثر الأعمال تباشر بالأيدي غلبت فقيل : في كل عمل هذا مما عملت أيديهم وإن كان عملا لا يتأتى فيه المباشرة بالأيدي أو كان العمال جذما لا أيدي لهم وعلى ذلك ورد قوله عز وعلا : " أولي الأيدي والأبصر " يريد : أولي الأعمال والفكر كأن الذين لا يعملون أعمال الآخرة ولا يجاهدون في الله ولا يفكرون أفكار ذوي الديانات ولا يستبصرون في حكم الزمني الذين لا يقدرون على أعمال جوارحهم والمسلوبي العقول الذين لا استبصار بهم . وفيه تعريض بكل من لم يكن من عمال الله ولا من المستبصرين في دين الله وتوبيخ على تركهم المجاهدة والتأمل مع كونهم متمكنين منهما . وقرىء : أولى الأيادي على جمع الجمع . وفي قراءة ابن مسعود : " أولي الأيد " على طرح الياء والاكتفاء بالكسرة . وتفسيره بالأيد - من التأييد - قلق غير متمكن " أخلصناهم " جعلناهم لنا خالصين " بخالصة " بخصلة خالصة لا شوب فيها ثم فسرها بذكرى الدار شهادة بذكرى الدار بالخلوص والصفاء وانتفاء الكدور عنها . وقرىء : على الإضافة . والمعنى : بما خلص من ذكرى الدار على أنهم لا يشوبون ذكرى الدار بهم آخر إنما همهم ذكرى الدار لا غير . ومعنى " ذكرى الدار " : ذكراهم الاخرة دائبا ونسيانهم إليها ذكر الدنيا . أو تذكيرهم الآخرة وترغيبهم فيها وتزهيدهم في الحياة كما هو شأن الأنبياء وديدنهم . وقيل : ذكرى الدار . الثناء الجميل في الدنيا ولسان الصدق الذي ليس لغيرهم . فإن قلت : ما معنى " أخلصنهم بخالصة " ؟ قلت : معناه : أخلصناهم بسبب هذه الخصلة وبأنهم من أهلها . أو أخلصناهم بتوفيقهم لها واللطف بهم في اختيارها . وتعضد الأول قراءة من قرأ : " بخالصتهم " " المصطفين " أي المختارين من أبناء جنسهم . و " الأخيار " جمع خير أو خير على التخفيف كأموات في جمع ميت أو ميت .
" واذكر إسمعيل واليسع وذا الكفل وكل منالأخبار " " واليسع " كأن حرف التعريف دخل على يسع . وقرىء : والليسع كأن حرف التعريف دخل على ليسع فيعل من اللسع . والتنوين في " وكل " عوض منالمضاف إليه ومعناه : وكلهم من الأخيار .
" هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مئاب جنت عدن مفتحة لهم الأبوب متكئين فيها يدعون فيها بفكهة كثيرة وشراب وعندهم قصرت الطرف أتراب "