وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" والله خلقكم وما تعملون " يعني خلقكم وخلق ما تعملونه من الأصنام كقوله : " بل ربكم السموات والأرض التي فطرهن " الأنبياء : 56 ، أي فطر الأصنام . فإن قلت : كيف يكون الشيء الواحد مخلوقا لله معمولا لهم حيث أوقع خلقه وعملهم عليها جميعا ؟ قلت : هذا كما يقال : عمل النجار الباب والكرسي وعمل الصائغ السوار والخلخال والمراد عمل أشكال هذه الأشياء وصورها دون جواهرها والأصنام جواهر وأشكال فخالق جواهرها الله وعاملوا أشكالها الذين يشكلونها بنحتهم وحذفهم بعض أجزائها حتى يستوي التشكيل الذي يريدونه . فإن قلت : فما أنكرت أن تكون ما مصدرية لا موصولة ويكون المعنى : والله خلقكم وعملكم كما تقول المجبرة ؟ قلت أقرب ما يبطل به هذا السؤال بعد بطلانه بحجج العقل والكتاب : أن معنى الآية يأباه إباء جليا وينبو عنه نبوا ظاهرا وذلك أن الله D قد احتج عليهم بأن العابد والمعبود جميعا خلق الله فكيف يعبد المخلوق المخلوق على أن العابد منهما هو الذي عمل صورة المعبود وشكله ولولاه لما قدر أن يصور نفسه ويشكلها ولو قلت : والله خلقكم وخلق عملكم لم تكن محتجا عليهم ولا كان لكلامك طباق . وشيء آخر : وهو أن قوله : " وما تعملون " ترجمة عن قوله : " ما تنحتون " و " ما " في " ما تنحتون " موصولة لا مقال فيها فلا يعدل بها عن أختها إلامتعسف متعصب لمذهبه من غير نظر في علم البيان ولا تبصر لنظام القرآن . فإن قلت : اجعلها موصولة حتى لا يلزمني ما ألزمت وأريد : وما تعملونه من أعمالكم . قلت : بل الإلزامان في عنقك لا يفكهما إلا الإذعان للحق وذلك أنك جعلتها موصولة فإنك في إرادتك بها العمل غير محتج على المشركين كحالك وقد جعلتها مصدرية وأيضا فإنك قاطع بذلك الصلة بين ما تعملون وما تنحتون حيث تخالف بين المرادين بهما فتريد بما تنحتون : الأعيان التي هي الأصنام وبما تعملون : المعاني التي هي الأعمال وفي ذلك فك النظم وتبتيره كما إذا جعلتها مصدرية .
" قالوا ابنوا له بنينا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلنهم الأسفلين " " الجحيم " النار الشديدة الوقود وقيل : كل نار على نار وجمر فوق جمر فهي جحيم . والمعنى : أن الله تعالى غلبه عليهم في المقامين جميعا وأذلهم بين يديه : أرادوا أن يغلبوه بالحجة فلقنه الله وألهمه ما ألقمهم به الحجر وقهرهم فمالو إلى المكر فأبطل الله مكرهم وجعلهم الأذلين الأسفلين لم يقدروا عليه