وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين رب هب لي من الصلحين فبشرنه بغلام حليم " أراد بذهابه إلى ربه : مهاجرته إلى حيث أمره بالمهاجرة إليه من أرض الشام كما " قال إني مهاجر إلى ربي " العنكبوت : 26 ، " سيهدين " ؟ سيرشدني إلى ما فيه صلاحي في ديني ويعصمني ويوفقني كما قال موسى عليه السلام : " كلا إن معي ربي سيهدين " الشعراء : 62 ، كأن الله وعده وقال له : سأهديك فأجرى كلامه على سنن موعد ربه . أو بناء على عادة الله تعالى معه في هدايته وإرشاده . أو أظهر بذلك توكله وتفويضه أمره إلى الله . ولو قصد الرجاء والطمع لقال كما قال موسى عليه السلام : " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " القصص : 22 . " هب لي من الصلحين " هب لي بعض الصالحين يريد الولد لأن لفظ الهبة غلب في الولد وإن كان قد جاء في الأخ في قوله تعالى : " ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " مريم : 53 ، قال عز وجل : " ووهبنا له إسحاق ويعقوب " الأنعام : 84 ، " ووهبنا له يحيى " الأنبياء : 95 ، وقال علي بن أبي طالب لابن عباس Bهم - حين هنأه بولده علي أبي الأملاك - : شكرتالواهب وبورك لك في الموهوب . ولذلك وقعت التسمية بهبة الله وبموهوب ووهب وموهب وقد انطوت البشارة على ثلاث : على أن الولد غلام ذكر وأنه يبلغ أوان الحلم وأنه يكون حليما وأي حلم أعظم عن حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح فقال : " ستجدني إنه شاء الله من الصابرين " ثم استسلم لذلك . وقيل : ما نعت الله الأنبياء عليهم السلام بأقل مما نعتهم بالحلم وذلك لعزة وجوده ولقد نفت الله . به إبراهيم في قوله : " إن إبرهيم لأواه حليم " التوبة : 114 " إن إبرهيم لحليم أواه منيب " هود : 75 ، لأن الحادثة شهدت بحلمهما جميعا . " فلما بلغ معه السعي قال يبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " فلما بلغ أن يسعى مع أبيه في أشغاله وحوائجه . فإن قلت : " معه " بم يتعلق ؟ قلت : لا يخلو إما أن يتعلق ببلغ أو بالسعي أو بمحذوف فلا يصح تعلقه ببلغ لاقتضائه بلوغهما معا حد السعي ولا بالسعي لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه فبقي أن يكون بيانا كأنه لما قال : فلما بلغ السعي أي الحد الذي يقدر فيه على السعي قيل : مع من ؟ فقال مع أبيه . والمعنى في اختصاص الأب أنه أرفق الناس به وأعطفهم عليه وغيره ربما عنف به في الاستسعاء فلا يحتمله لأنه لم تستحكم قوته ولم يصلب عوده وكان إذ ذاك ابن ثلاث عشرة سنة