وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" في النجوم " في علم النجوم أو في كتابها أو في أحكامها وعن بعض الملوك أنه سئل عن مشتهاه فقال : حبيب أنظر إليه ومحتاج أنظر له وكتاب أنظر فيه . كان القوم نجامين فأوهمهم أنه استدل بأمارة في علم النجوم على أنه يسقم " فقال إني سقيم " إني مشارف للسقم وهو الطاعون وكان أغلب الأسقام عليهم وكانوا يخافون العدوى ليتفرقوا عنه فهربوا منه إلى عيدهم وتركوه في بيت الأصنام ليس معه أحد ففعل بالأصنام ما فعل . فإن قلت : كيف جاز له أن يكذب ؟ قلت : قد جوزه بعض الناس في المكيدة في الحرب والتقية وإرضاء الزوج والصلح بين المتخاصمين والمتهاجرين . والصحيح : أن الكذب حرام إلا إذا عرض وورى والذي قاله إبراهيم عليه السلام : معراض من الكلام ولقد نوى به أن من في عنقه الموت سقيم . ومنه المثل : كفى بالسلامة داء . وقول لبيد : .
فدعوت ربي بالسلامة جاهدا ... ليصحني فإذا السلامة داء .
وقد مات رجل فجأة فالتف عليه الناس وقالوا : مات وهو صحيح فقال أعرابي . أصحيح من الموت في عنقه . وقيل : أراد : إني سقيم النفس لكفركم .
" فراغ إلى ءالهتهم فقال ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربا باليمين " " فراغ إلى ءالهتهم " فذهب إليها في خفية من روغة الثعلب إلى آلهتهم : إلى أصنامهم التي هي في زعمهم آلهة كقوله تعالى : " أين شركائي " النحل : 27 . " ألا تأكلون ! .
ما لكم لا تنطقون " استهزاء بها وبانحطاطها عن حال عبدتها " فراغ عليهم " فأقبل عليهم مستخفيا كأنه قال : فضربهم " ضربا " لأن راغ عليهم بمعنى ضربهم . أو فراغ عليهم يضربهم ضربا . أو فراغ عليهم ضربا بمعنى ضاربا . وقرىء : " صفقا " و " سفقا " ومعناهما : الضرب . ومعنى ضربا " باليمين " ضربا شديدا قويا ؟ لأن اليمين أقوى الجارحتين وأشدهما . وقيل : بالقوة والمتانة وقيل : بسبب الحلف وهو قوله : " تالله لأكيدن أصنامكم " .
" فأقبلوا إليه يزفون " " يزفون " يسرعون من زفيف النعام . ويزفون : من أزف إذا دخل في الزفيف . أو من أزفه إذا حمله على الزفيف أي : يزف بعضهم بعضا . ويزفون على البناء للمفعول أي : يحملون على الزفيف . ويزفون من وزف يزف إذا أسرع . ويزفون : من زفاه إذا حداه كأن بعضهم يزفو بعضا لتسارعهم إليه فإن قلت : بين هذا وبين قوله تعالى : " قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم " الأنبياء 59 - 60 ، كالتناقض حيث ذكر ههنا أنهم أدبروا عنه خيفة العدوى فلما أبصروه يكسرهم أقبلوا إليه متبادرين ليكفوه ويوقعوا به وذكر ثم أنهم سألوا عن الكاسر حتى قيل لهم : سمعنا إبراهيم يذمهم فلعله هو الكاسر ففي أحدهما أنهم شاهدوه يكسرها وفي الآخرة أنهم استدلوا بذمه على أنه الكاسر . قلت : فيه وجهان أحدهما : أن يكون الذين أبصروه وزفوا إليه نفرا منهم دون جمهورهم وكبرائهم فلما رجع الجمهور والعلية من عيدهم إلى بيت الأصنام ليأكلوا الطعام الذي وضعوه عندها لتبرك عليه ورأوها مكسورة اشمأزوا من ذلك وقالوا : من فعل هذا بها . ثم لم ينم عليه أولئك النفر نميمة صريحة ولكن على سبيل التورية التعريض بقولهم " سمعنا فتى يذكرهم " لبعض الصوارف . والثاني : أن يكسرها ويذهب ولا يشعر بذلك أحد ويكون إقبالهم إليه يزفون بعد رجوعهم من عيدهم وسؤالهم عن الكاسر . وقولهم : " قالوا : فأتوا به على أعين الناس " الأنبياء : 61 .
" قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون "