وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" ولقد ضل قبلهم " قبل قومك قريش . " منذرين " أنبياء حذروهم العواقب . " المنذرين " الذين أنذروا وحذروا أي أهلكوا جميعا " إلا عباد الله " الذين آمنوا منهم وأخلصوا لله دينهم أو أخلصهم الله لدينه على القراءتين .
" ولقد نادنا نوح فلنعم المجيبون ونجينه وأهله من الكرب العظيم وجعلنا ذريته هم الباقين وتركنا عليه في الآخرين سلم على نوح في العلمين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الآخرين " لما ذكر إرسال المنذرين في الأمم الخالية وسوء عاقبة المنذرين أتبع ذلك ذكر نوح ودعائه إياه حين أيس من قومه واللام الداخلة على نعم جواب قسم محذوف والمخصوص بالمدح محذوف وتقديره : فوالله لنعم المجيبون نحن . والجمع دليل العظمة والكبرياء . والمعنى إنا أجبناه أحسن الإجابة وأوصلها إلى مراده وبغيته من نصرته على أعدائه والانتقام منهم بأبلغ ما يكون " هم الباقين " هم الذين بقوا وحدهم وقد فني غيرهم فقد روى أنه مات كل من كان معه في السفينة غير ولده . أو هم الذين بقوا متناسلين إلى يوم القيامة . قال قتادة : الناس كلهم من ذرية نوح . وكان لنوح عليه السلام ثلاثة أولاد : سام وحام ويافث . فسام أبو العرب وفارس والروم وحام أبو السودان من المشرق إلى المغرب ويافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج " وتركنا عليهم في الآخرين " من الأمم هذه الكلمة وهي : " سلم على نوح " يعني يسلمون عليه تسليما ويدعون له وهو من الكلام المحكي كقولك : قرأت : " سورة أنزلناها " النور : ا فإن قلت : فما معنى قوله : " في العلمين " ؟ قلت : معناه الدعاء بثبوت هذه التحية فيهم جميعا وأن لا يخلو أحد منهم منها كأنه قيل : ثبت الله التسليم على نوح وأدامه في الملائكة والثقلين يسلمون عليه عن آخرهم . علل مجازاة نوح عليه السلام بتلك التكرمة السنية من تبقية ذكره وتسليم العالمين عليه إلى آخر الدهر بأنه كان محسنا ثم علل كونه محسنا بأنه كان عبدا مؤمنا ليريك جلالة محل الإيمان وأنه القصارى من صفات المدح والتعظيم ويرغبك في تحصيله والازدياد منه .
" وإن من شيعته لإبرهيم إذ جاء ربه بقلب سليم إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون أئفكا إلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين " " من شيعته " أي ممن شايعه على أصول الدين وان اختلفت شرائعهما . أو شايعه على التصلب في دين الله ومصابرة المكذبين . ويجوز أن يكون بين شريعتيهما اتفاق في أكثر الأشياء . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : من أهل دينه وعلى سنته وما كان بين نوح وإبراهيم إلا نبيان : هود وصالح وكان بين نوح وإبراهيم ألفان وستمائة وأربعون سنة . فإن قلت : بم تعلق الظرف ؟ قلت : بما في الشيعة من معنى المشايعة يعني : وإن ممن شايعه على دينه وتقواه حين جاء ربه بقلب سليم لإبراهيم أو بمحذوف وهو : اذكر " بقلب سليم " من جميع آفات القلوب . وقيل : من الشرك ولا معنى للتخصيص لأنه مطلق فليس بعض الآفات أولى من بعض فيتناولها كلها . فإن قلت : ما معنى المجيء بقلبه ربه ؟ قلت : معناه أنه أخلص لله قلبه وعرف ذلك منه فضرب المجيء مثلا لذلك " أئفكا " مفعول له وتقديره : أتريدون آلهة من دون لله إفكا وإنما قدم المفعول على الفعل للعناية وقدم المفعول له على المفعول به لأنه كان الأهم عنده أن يكافحهم بأنهم على إفك وباطل في شركهم . ويجوز أن يكون إفكا مفعولا به يعني : أتريدون به إفكا .
ثم فسر الإفك بقوله : " آلهة " من " دون الله " على أنها إفك في أنفسهما . ويجوز أن يكون حالا بمعنى : أتريدون آلهة عن دون الله آفكين " فما ظنكم " بمن هو الحقيق بالعبادة لأنه من كان ربا للعالمين استحق عليهم أن يعبدوه حتى تركتم عبادته إلى عبادة الأصنام : والمعنى : أنه لا يقدر في وهم ولا ظن ما يصدعن عن عبادته . أو فما ظنكم به أي شيء هو من الأشياء حتى جعلتم الأصنام له أندادا . أو فما ظنكم به ماذا يفعل بكم وكيف يعاقبكم وقد عبدتم غيره ؟ " فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم فتولوا عنه مدبرين "