وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تكون مصدرية والتبوؤ إتخاذ المباءة أي المنزل كالتوطن إتخاذ الوطن والجمهور على تحقيق الهمزة ومنهم من قرأ تبويا لقومكما بمصربيوتا فجعلها ياء وهي مبدلة من الهمزة تخفيفا والفعل على ما قيلمما يتعدى لواحد فيقال : تبوأ زيد كذا لكن إذا أدخلت اللام علىالفاعل فقيل : تبوأ لزيد كذا تعدى لما كان فاعلا باللام فيتعدى لإثنين وخرجت الآية على ذلك فلقومكما أحد المفعولين وقيل : هو متعد لواحد و لقومكما متعلق بمحذوف وقع حالا من البيوت واللام على الوجهين غير زائدة وقال أبو علي : هو متعد بنفسه لإثنين واللام زائدة كما في ردف لكم وفعل وتفعل قد يكونان بمعنى مثل علقتهاوتعلقها والتقدير بوئا قومكما بيوتا يسكنون فيها أو يرجعون إليها للعبادة و مصر غير منصرف لأنه مونث معرفة ولو صرفته لخفته كما صرفت هندا لكان جائزا والجار متعلق بتبوآ وجوز أن يكون حالا من بيوتا أومن قومكما أومن ضمير الفاعل في تبوآ وفيه ضعف واجعلوا أنتما وقومكما ففيه تغليب المخاطب على غيره بيوتكم تلك فالأضافة للعهد قبلة أي مصلى وقيل : مساجد متوجهة نحوالقبلة يعني الكعبة فإن موسى عليه السلام كان يصلي إليها وعلى التفسرين تكون القبلة مجازا فيما فسرت به بعلاقة اللزوم أو الكلية والجزئية والإختلاف في المراد هنا ناظر للإختلاف في أن تلك البيوتالمتخذة هل للسكنى أو للصلاة فإن كان الأول فالقبلة مجاز عن المصلى وإن كان الثاني فهي مجاز عن المساجد .
وإعترض القول بحمل القبلة على المساجد المتوجهة إلى الكعبة بأن المنصوص عليه في الحديث الصحيح أن اليهود تستقبل الصخرة والنصارى مطلع الشمس ولم يشتهر أن موسى عليه السلام كان يستقبل الكعبة في صلاته فالقول به غريب وأغرب منه ما قاله العلائي : من أن الأنبياء عليهم السلام كانت قبلتهم كلهم الكعبة قيل : وجعل البيوت مصلى ينافيهما في الحديث جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا من أن الأمم السالفةكانوا لا يصلون إلا في كنائسهم وأجيب عن هذا بأن محله إذا لم يضطروا فإذا إضطروا جازت لهم الصلاة في بيوتهم كما رخص لنا صلاة الخوف فإن فرعون لعنه الله تعالى خرب مساجدهم ومنعهم من الصلاة فأوحى إليهم أن صلوا في بيوتكم كما روي عن ابن عباس وابن جبير وقد يقال : إنه لا منافاةأصلا بناء على أن المراد تعيين البيوت للصلاة وعدم صحة الصلاة في غيرهافيكون حكمها إذ ذاك حكم الكنائس اليوم وما هو من الخصائص صحة الصلاةفي أي مكان من الأرض وعدم تعين موضع منها لذلك فلا حاجة إلى ما يقال : من أن اعتبار جعل الأرض كلها مسجدا خصوصية بالنظر إلى ما إستقرت عليهشريعة موسى عليه السلام من تعين الصلاة في الكنائس وعدم جوازها في أيمكان أراده المصلي من الأرض وما تقدم من إستقبال اليهود الصخرة فالمشهور أنه كان في بيت المقدس وأما قبل بعد نزول التوراة فكانوا يستقبلون التابوت وكان يوضع في قبة موسى عليه السلام على أنه قد قيل : إن الإستقبال في بيت المقدس كان للتابوت أيضا وكانوا يضعونهعلى الصخرة فيكون إستقباله إستقبالها وأما إستقبالهم في مصر فيحتمل أنه كان للكعبة كما روي عن الحسن وما في الحديث محمول على آخرأحوالهم ويحتمل أنه كان للصخرة حسبما هو اليوم ويحتمل غير ذلك والله تعالى أعلم بحقيقة الحال وقيل : معنى قبلة متقابلة ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أي إجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضها بعضا وأقيموا الصلاة فيها قيل : أمروا بذلك أمرهم لئلا يظهر عليهم الكفرة فيؤذونهم ويفتنونهم