وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إن كنتم ملسمين 84 أي مستسلمين لقضاء الله تعالى مخلصين له وليس هذا من تعليق الحكم بشرطين بل من تعليق شيئين بشرطين لأنه علقوجوب التوكل المفهوم من الأمر وتقديم المتعلق بالإيمان فإنه المقتضىله وعلق نفس التوكل ووجوده بالإسلام والإخلاص لأنه لا يتحقق مع التخليط ونظير ذلك إن دعاك زيد فأجبه إن قدرت عليه فإن وجوب الإجابة معلق بالدعوة ونفس الدعوة معلقة بالقدرة وحاصله إن كنتم آمنتم باللهفيجب عليكم التوكل عليه سبحانه فإفعلوه وإتصفوا به إن كنتم مستسلمين له تعالى .
وهذا النوع على ما في الكشف يفيد مبالغة في ترتب الجزاء على الشرط على نحو إن دخلت الدار فأنت طالق إن كنت زوجتي وجعله بعضهم من باب التعليق بشرطين المقتضى لتقدم الشرط الثاني على الأول في الوجودحتى لو قال : إن كلمت زيدا فأنت طالق إن دخلت الدار لم تطلق ما لم تدخل قبل الكلام لأن الشرط الثاني شرط للأول فيلزم تقدمه عليه وقررهبأن ههنا ثلاثة أشياء : الإيمان والتوكل والإسلام والمراد بالإيمان التصديق وبالتوكل إسناد الأمور إليه D وبالإسلام تسليم النفس إليه سبحانه وقطع الأسباب فعلق التوكل بالتصديق بعد تعليقه بالإسلام لأن الجزاء معلق بالشرط الأول وتفسير للجزاء الثاني كأنه قيل : إن كنتممصدقين بالله تعالى وآياته فخصوه سبحانه بإسناد جميع الأمور إليهوذلك لا يتحصل إلا بعد أن تكونوا مخلصين لله تبارك وتعالى مستسليمنبأنفسكم له سبحانه ليس للشيطان فيكم نصيب وإلا فأتركوا أمر التوكل .
ويعلم منه أن ليس لكل أحد من المومنين الخوض في التوكل بل للآحاد منهم وأن مقام التوكل دون مقام التلسيم والأكثر على الأول ولعله أدق نظرا فقالوا مجيبين له عليه السلام من غير تلعثم وبلع ريق في ذلك على الله توكلنا لا على غيره سبحانه ويؤخذ من هذا القصر و التعبير بالماضي دون نتوكل أنهم كانوامؤمنين مخلصين قيل : ولذا أجيب دعاؤهم ربنا لا تجعلنا فتنة للقومالظلمين 85 أي موضع فتنة وعذاب لهم بأن تسلطهم علينا فيعذبونا أويفتنونا عن ديننا أو يفتنوا بنا ويقولوا : لو كان هؤلاء على الحق لما أصيبوا ونجنا برحمتك من القوم الكفرين 86 دعاء بالإنجاء من سوءجوارهم وسوء صنيعهم بعد الإنجاء من ظلمهم ولذا عبر عنهم بالكفربعد ما وصفوا بالظلم ففيه وضع المظهر موضع المضمر وجوز أن يراد منالقوم الظالمين الملأ الذين تخوفوا منهم ومن القوم الكافرين ما يعمهم وغيرهم وفي تقديم التوكل على الدعاء وإن كان بيانا لإمتثال أمر موسى عليه السلام لهم به تلويح بأن الداعي حقه أن يبني دعاءه علىالتوكل على الله تعالى فإنه أرجى للإجابة ولا يتوهمن أن التوكل مناف للدعاء لأنه أحد الأسباب للمقصود والتوكل قطع الأسباب لأن المراد بذاك قطع النظر عن الأسباب العادية وقصره على مسببها D وإعتقاد أن الأمر مربوط بمشيئته سبحانه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وقدصرحوا أن الشخص إذا تعاطى الأسباب معتقدا ذلك يعد متوكلا أيضا ومثل التوكل في عدم المنافاة للدعاء على ما تشعر به الآية الإستسلام نعم في قول بعضهم : إن الإستسلام من صفات إبراهيم عليه السلام وكان من آثارهترك الدعاء حين ألقى في النار وإكتفاؤه عليه السلام بالعلم المشارإليه بقوله : حسبي من سؤالي علمه بحالي ما يشعر بالمنافاة ومن عرف المقامات وأمعن النظر هان عليه أمر الجمع وأوحينا إلى موسى وأخيهأن تبوءا أن مفسرة لأن في الوحي معنى القول ويحتمل أن