وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

في دينهم وهو مبني على أن المراد بالبيوت المساكن أما لو أريد بها المساجد فلا يصح كما لا يخفى ولعل التوجيه على ذلك هو أنهم أمروا بالصلاة ليستعينوا ببركتها على مقصودهم فقد قال سبحانه : واستعينوا بالصبر والصلاة وهي في المساجد أفضل فتكون أرجى للنفع وبشر المؤمنين 87 بحصول مقصودهم وقيل : بالنصرة في الدنيا إجابة لدعوتهم والجنة في العقبى وإنما ثني الضمير أولا لأن التبوأ للقوموإتخاذ المعابد مما يتولاه رؤساء القوم بتشاور ثم جمع ثانيا لأن جعل البيوت مساجد والصلاة فيها مما يفعله كل أحد مع أن في إدخال موسىوهرون عليهمما السلام مع القوم في الأمرين المذكورين ترغيبا لهم في الإمتثال ثم وحد ثالثا لأن بشارة الأمة وظيفة صاحب الشريعة وهي من الأعظم أسر وأوقع في النفس ووضعالمؤمنين موضع القوم لمدحهم بالإيمان وللإشعار بأنه المدار في التبشير وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة أي ما يتزين به مناللباس والمراكب ونحوها وتستعمل مصدرا وأموالا أنواعا كثيرةمن المال كما يشعر به الجمع والتنوين وذكر ذلك بعد الزينة من ذكر العام بعد الخاص للشمول وقد يحمل على ما عداه بقرينة المقابلة وفسر بعضهم الزينة بالجمال وصحة البدن وطول القامة ونحوه في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك أي لكي يضلوا عنها وهو تعليل للإيتاء السابق والكلام إخبار من موسى عليه السلام بأن الله تعالىإنما أمدهم بالزينة والأموال إستدراجا ليزدادوا إثما وضلالة كما أخبر سبحانه عن أمثالهم بقوله سبحانه : إنما نملي لهم ليزدادوا إثما وإلى كون اللام للتعليل ذهب الفراء والظاهر أنه حقيقة فيكون ذلك الضلال مراد الله تعالى ولا يلزم ما قاله المعترلة من أنه إذا كان كرادا يلزم أن يكونوا مطيعين به بناء على أن الإرادة أمر أو مستلزم له لما أنه قد تبين بطلان هذا المبنى في الكلام وقدر بعضهم حذرا منذلك لئلا يضلوا كما قدر في شهدنا أن تقولوا شهدنا أن لا تقولوا ولاحاجة إليه وقيل : إن التعليل مجازي لأنهم لما ضلوا بسبب ذلك جعل إيتاؤه كأنه للضلال فيكون في اللام إستعارة تبعية وقال الأخفش : اللام للعاقبة فيكون ذالك إخبارا منه عليه السلام لممارسته لهم وتفرسه بهم أو لعلمهم بالوحي على ما قيل بأن عاقبة ذلك الإيتاء الضلال .
والفرق بين التعليل المجازي وهذا إن قلنا بأنه معنى مجازي أيضا أنفي التعليل ذكر ما هو سبب لكن لم يكن إيتاؤه لكونه سببا وفي لامالعاقبة لم يذكر سبب أصلا وهي كإستعارة أحد الضدين الآخر وقال ابن الأنباري : إنها للدعاء ولا مغمز على موسى عليه السلام في الدعاء عليهمبالضلال إما لأنه عليه السلام علم بالممارسة أو نحوها أنه كائن لا محالة فدعا به وحاصله أنه دعاء بما لا يكون إلا ذلك فهو تصريح بما جرى قضاءالله تعالى به ونحوه لعن الله تعالى الشيطان وإما لأنه ليس بدعاءحقيقة وليس النظر إلى تنجيز المسئول وعدمه بل النظر إلى وصفهمبالعتو وإبلاء عذره عليه السلام في الدعوة فهو كناية إيمائية على هذا وما قيل : هذا شهادة بسوء حالهم بطريق الكناية في الكناية لأن الضلال رديف الإضلالوهو منع اللطف فكني بالضلال عن الأضلال والإضلال رديف كونهم كالمطبوع فكان هذا كشفا وبيانا لحالهم بطريق الكناية فهو على ما فيه شيء عنهغني لأن الطبع مصرح به بعد بل النظر ههنا إلى الزبدة والخلاصة من هذهالمطالب كلها ويشعر كلام الزمخشري بإختيار كونها للدعاء وفي الإنتصاف أنه إعتزال أدق من دبيب النمل يكاد الإطلاع عليه يكون كشفا والظاهر أنها للتعليل وقال صاحب الفرائد لولا التعليل لم يتجه قوله : إنك آتيت فرعون وملأه زينة ولم ينتظم