وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اغاظة موسى عليه السلام وإقناطه عن الإيمان بما جاء به وفي إرشادالعقل السليم أن تثنية الضمير في هذين الموضعين بعد إفراده فيما تقدم من المقامين بإعتبار شمول الكبرياء لهما عليهما السلام وإستلزامالتصديق لأحدهما التصديق للآخر وأما اللفت والمجيء له فحيث كانا منخصائص صاحب الشريعة أسند إلى موسى عليه السلام خاصة إنتهى فتدبر وقال فرعون أسند الفعل إليه وحده لأن الأمر من وظائفه دون الملأ وهذا بخلاف الأفعال السابقة من الإستكبار ونحوه فإنها مما تسند إليهوإلى ملئه لكن الظاهر أنه غير داخل في القائلين أجئتنا لتلفتناعما وجدنا عليه آباءنا لأنه عليه اللعنة لم يكن يظهر عبادة أحد كماكان يفعله ملؤه وسائر قومه أي قال لملئه يأمرهم بترتيب مبادئ الإلزام بالفعل بعد اليأس عن الإلزام بالقول ائتوني بكل ساحر عليم 79 بفنون السحر حاذق ماهر فيه وقرأ حمزة والكسائي سحار فلما جاء السحرة عطف على مقدر يستدعيه المقام قد حذف إيذانابسرعة إمتثالهم للأمر كما هو شأن الفاء الفصيحة وقد نص على نظيرذلك في قوله سبحانه : فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفحرت أي فأتوا به فلما جاؤا قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون 80 أي ما ثبتم وإستقر رأيكم على إلقائه كائنا ما كان من أصنف السحر وأصل الإلقاءطرح الشيء حيث تلقاه أي تراه ثم صار في العرف إسما لكل طرح وكانهذا القول منه عليه السلام بعد ما قالوا له ما حكى عنهم في السور الأخرمن قولهم : إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ونحو ذلك ولم يكن في إبتداء مجيئهم و ما موصولة والجملة بعدها صلة والعائد محذوف أي ملقون إياه ولا يخفى ما في الإبهام من التحقير والإشعار بعدم المبالاة والمراد أمرهم بتقديم ما صمموا على فعله ليظهر إبطاله وليس المراد الأمر بالسحر والرضا به فلما ألقوا ما ألقوا من العصي والحبال وإسترهبوا الناس وجاءوا بسحر عظيم قال لهم موسى غيرمكترث بهم وبما صنعوا ما جئتم به السحر ما موصولة وقعت مبتدأ و السحر خبر وأل فيه للجنس والتعريف لإفادة القصر إفرادا أي الذي جئتم به هو السحر لا الذي سماه فرعون وملؤه من آيات الله تعالى سحرا وهو للجنس ونقل عن الفراء أن أل للعهد لتقدم السحر في قوله تعالى : إنهذا لسحر ورد بأن شرط كونها للعهد إتحاد المتقدم والمتأخر ذاتا كما في أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول ولا إتحاد فيما نحنفيه فإن السحرالمتقدم ما جاء به موسى عليه السلام وهذا ما جاء به السحرة ومن الناس من منع إشتراط الإتحاد الذاتي مدعيا أن الإتحاد في الجنس كاف فقد قالوا في قوله تعالى : والسلام علي إن أل للعهد مع أن السلام الواقع على عيسى عليه السلام غير السلام الواقع على يحيى عليه السلام ذاتا والظاهر إشتراط ذلكوعدم كفاية الإتحاد في الجنس وإلا لصح في رأيت رجلا وأكرمت الرجل إذا كان الأول زيدا والثاني عمرا مثلا أن يقال : إن أل للعهد لأن الإتحاد في الجنس ظاهر ولم نجد من يقوله بل لا أظن أحدا تحدثه نفسه بذلك وما في الآية من هذا القبيل بل المغايرة بين المتقدم والمتأخر أظهر إذ الأول سحر إدعائي والثاني حقيقي و السلام فيما قلوا متحد وتعدد من وقع عليه لا يجعله متعددا في العرف والتدقيق الفلسفي لا يلتفت إليه في مثلذلك .
وقد ذكر بعض المحققين أن القول بكون التعريف للعهد مع دعوى إستفادةالقصر منه مما يتنافيان لأن