وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا التجويز فلا ينبغي حمل النظم الجليل على ذلك وفي إرشاد العقلالسليم أن تجويز أن يكون الكل مقو القول مما لا يساعده النظم الكريم أصلا أما أولا فلأن ما قالوا هو الحكم بأنه سحر من غير أن يكون فيه دلالة على ما تعسف فيه من المعنى بوجه من الوجوه فصرف جوابه عليه السلام عن صريح ما خاطبوه به إلى ما لا يفهم منه مما يجب تنزيه التنزيل عن أمثاله وكون ذلك إعتراضا عن رد الإنكار السابق إلى رد ما هو أبلغ منه في الإنكار لا أراه يحسن الإلتفات هنا إلى قبول ذلك التجويز في كلام الله تعالى العزيز .
وأما ثانيا فلأن التعرض لعدم إفلاح السحرة على الإطلاق من وظائف من يتمسك بالحق المبين دون الكفرة المتشبثين بأذيال بعض منهم في معارضته عليه السلام ولو كان ذلك كلامهم لناسب تخصيص عدم الإفلاح بمن زعموه ساحرا بناء على غلبة من يأتون به من السحرة والإعتذار بأن التشبث بأذيال بعض السحرة لا ينافي التعرض لعدم إفلاحهم على الإطلاق لجواز أن يكون إعتقادهم عدم الفلاح مطلقا وتشبثهم بعد بما تشبثوا به من باب تلقى الباطل بالباطل لا أراه إلا من باب تشبث الغريق بالحشيش وأما ثالثا فلأن قوله D : قالوا أجئتنا إلخ مسوق لبيان أنه عليه السلام ألقمهم الحجر فإنقطعوا عن الإتيان بكلام له تعلق بكلامه عليه السلام فضلا عن الجواب الصحيح واضطروا إلى التشبث بذيل التقليد الذي هو دأب كل عاجز محجوج وديدن كل معالج لجوج على أنه إستئناف وقع جوابا عما قبله من كلامه صلى الله تعالى عليه وسلم على طريقة قال موسى كما أشير إليه كأنه قيل : فماذا قالوا لموسى عليه السلام حين قال لهم ما قال فقيل : قالوا عاجزين عن المحاجة : أجئتنا لتلفتنا أي لتصرفنا وبين اللفت والفتل مناسبة معنوية وإشتقاقية وقد نص غير واحد على أنهما أخوان وليس أحدهما مقلوبا من الآخر كما قال الأزهري عما وجدنا عليه ءاباءنا أي من عبادة غير الله تعالى ولا ريب في أن ذلك إنما يتسنى بكون ما ذكر من تتمة كلامه عليه السلام على الوجه الذي شرح إذعلى تقدير كونه محكيا من قبلهم يكون جوابه عليه السلام خاليا عن التبكيت الملجيء لهم إلى العدول عن سنن المحاجة ولا ريب في أنه لا علاقة بين قولهم : أجئتنا إلخ وبين إنكاره عليه السلام لما حكى عنهم مصححة لكونه جوابا عنه وهذا ظاهر إلا على من حجب عن إدراك البديهيات وبالجملة الحق أن لا وجه لذلك التجويز بوجه والإنتصار لهمن الفضول كما لا يخفى وتكون لكما الكبرياء أي الملك كما روي عن مجاهد فهو من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم وعن الزجاج أنه إنما سمي الملك كبرياء لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا وقيل : أي العظمة والتكبر على الناس بإستتباعهم وقرأ حماد بن يحيى عن أبي بكر وزيد عن يعقوب يكون بالياى التحتانية لأن التأنيث غير حقيقي مع وجود الفاصل .
في الأرض أي أرض مصر وقيل : أريد الجنس والجار متعلق بتكون أو بالكبرياء أو بالإستقرار في لكما لوقوعه خبرا أو لمحذوف وقع حالا من الكبرياء أو من الضمير في لكما لتحمله إياه ومانحن لكما بمومنين 78 أي بمصدقين فيما جئتما به أصلا وفيه تأكيد لما يفهم من الإنكار السابق والمراد بضمير المخاطبين موسى وهرون عليهما السلام وإنما لم يفردوا موسى عليه السلام بالخطاب هنا كما أفردوه به فيما تقدم لأنه المشافه لهم بالتوبيخ والإنكار تعظيما لأمر ما هو أحد سببي الإعراض معنى ومبالغة في