وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعنوا به موسى عليه السلام لأنه الذي ظهر على يده ما أعجزهم قال موسى إستئناف بياني كأنه قيل : فماذا قال لهم موسى عليه السلام فقيل : قال لهم على سبيل الإستفهام الإنكاري التوبيخي : أتقولون للحق الذي هو أبعد شيء من السحر الذي هو الباطل البحت لما جاءكم أي حين مجيئه إياكم ووقوفكم عليه وهو الذي يقتضيه ما أشير إليه آنفا أو من أول الامر من غير تأمل وتدبر كما قيل وإيا ما كان فهو مما ينافي القول الذي في حيز الإستفهام والمقول محذوف ثقة بدلالة ما قبل وما بعد عليه وإيذانا بأنه مما لا ينبغي أن يتفوه به ولو على نهج الحكاية أي أتقولون له ما تقولون من أنه سحر مبين يعنى به أنه مما لا يمكن أن يقوله قائل ويتكلم به متكلم وجوز أن يكون مقول القول قوله D : أسحر هذا على أن مقصودهم بالإستفهام تقريره عليه السلام لا الإستفهام الحقيقي لأنهم قد بتوا القول بأنه سحر فكيف يستفهمون عنه والمحكي في أحد الموضعين مفهوم قولهم ومعناه وإلا فالقصة واحدة والصادر فيها بحسب الظاهر إحدى المقالتين ولا يخفى ضعفه وأن يكون القول بمعنى العيب والطعن من قولهم : فلان يخاف القالة وبين الناس تقاول إذا قال بعضهم لبعض ما يسوءه ونظيره الذكر في قوله تعالى : سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم وحينئذ يستغني عن المفعول واللام لبيان المطعون فيه كما في قوله تعالى : هيت لك 4 أي أتعيبونه وتطعنون فيه وعلى هذا الوجه وكذا الوجه الأول يكون قوله سبحانه : أسحر ذا إنكارا مستأنفا من جهة موسى عليه السلام سحرا وتكذيب لقولهم وتوبيخ لهم عليه إثر توبيخ وتجهيلإثر تجهيل أما على الوجه المتقدم فظاهر وأما على الوجه الأخيرفوجه إيثار إنكار كونه سحرا على إنكار كونه معيبا بأن يقال : أفيه عيب حسبما يقتضيه ظاهر الإنكار السابق التصريح بالرد عليهم في خصوصية ما عابوه به بعد التنبيه بالإنكار الأول على أن ليس فيه سائبةعيب ما وتقديم الخبر للإيذان بأنه مصب الإنكار وما في إسم الإشارة من عمنى القرب لزيادة تعيين المشار إليه وإستحضار ما فيه من الصفاتالدالة على كونه آية باهرة من آيات الله تعالى المنادية على إمتناع كونه سحرا هذا الذي أمره واضح مكشوف وشأنه مشاهد معروف بحيث لايرتاب فيه أحد ممن له عين مبصرة وثقوله سبحانه : ولا يفلح السحرون 77 تأكيد للإنكار السابق وما فيه من التوبيخ والتجهيل وقد إستلزم القول بكونه سحرا القول بكون من أتى به ساحرا والجملة في موضع الحال من ضميرالمخاطبين والرابط الواو بلا ضمير كما في قوله .
جاء الشتاء ولست أملك عدة .
وقولك : جاء زيد ولم تطلع الشمس أي أتقولون للحق إنهسحر والحال أنه لا يفلح فاعله أي لا يظفر بمطلوب ولا ينحو من مكروه وأنا قد أفلحت وفزت بالحجة ونجوت من الهلكة وجملة أسحر هذا معترضة بين الحال وذيها لتأكيد الإنكار السابق ببيان إستحالة كونه سحرا بالنظر إلى ذاته قبل بيان إستحالته بالنظر إلى صدوره منه عليه السلام ومن جعلها مقول القول أبقى الحالية على حالها ولا إعتراض عنده وكان المعنى على ذلك أتحملوني على الإقرار بأنه سحر وما أنا عليه من الفلاح دليل على أن بينه وبين السحر أبعد مما بين المشرق والمغرب : يجوز أن تكون هذه الجملة كالتي قبلها في حيز قولهم وهي حالية أيضا لكن على نمط آخر والإستفهام مصروف إليها والمعنى أجئتنا بسحر تطلب به الفلاح والحال أنه لا يفلح الساحر أوهم يتعجبون من فلاحه وهو ساحر ولا يخفى أن السباق والسياق يأبيان