وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

6969 - على قلوب المعتدين 74 أي المتجاوزين عن الحدود المعهودة في الكفر والعناد ونمنعها لذلك عن قبول الحق وسلوك سبيل الرشاد وقدجاء الطبع بمعنى الدنس ومنه طبع السيف لصدئه ودنسه وبعضهم حمل ما في الآية على ذلك وفسره المعتزلة حيث وقع منسوبا إليه تعالى بالخذلان تطبيقا له على مذهبهم ومن هنا قال الزمخشري : إن 4 ه جار مجرى الكناية عن عنادهم ولجاجهم لأن من عاند وثبت على اللجاج خذله الله تعالى ومنعه التوفيق واللطف فلا يزال كذلك حتى يتراكم الرين والطبع على قلبه ومراده كما قيل أن نطبع بمعنى نخذل على سبيل الإستعارة التصريحية التبعية لكن لما كان الطبع الذي هو الخذلان تابعا لعنادهم ولجاجهم لازما لهما أجري مجرى الكناية عنهما وقريء يطبع بالياء على أن الضمير لله سبحانه وتعالى ثم بعثنا عطف على ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم عطف قصة على قصة من بعدهم أي من بعد أولئك الرسل عليهم السلام موسى وهارون أوثر التنصيص على بعثتهما عليهما السلام مع ضرب تفصيل إيذانا بخطر شأن القصة وعظم وقعها إلى فرعون وملائه أي أشراف قومه الذين يجتمعون على رأي فيملأون العين رواء والنفوس جلالة وبهاء وتخصيصهم بالذكر لأصالتهم في إقامة المصالح والمهمات ومراجعة الكل إليهم في النوازل والملمات وقيل : المراد بهم هنا مطلق القوم من إستعمال الخاص في العام بآياتنا أي أدلتنا ومعجزاتنا وهي الآيات المفصلات في الأعراف والباء للملابسة أي متلبسين بها فاستكبروا أي تكبروا وأعجبوا بأنفهم وتعظموا عن الأتباع والفاء فصيحة أي فأتياهم فبلغاهمالرسالة فإستكبروا وأشير بهذا الإستكبار إلى ما وقع منهم أول الأمر من قول العين لموسى عليه السلام : ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وغير ذلك وكانوا قوما مجرمين 75 جملة معترضة تذييليةوجوز فيها الحالية بتقدير قد وعلى الوجهين تفيد إعتيادهم الإجرام وهو فعل الذنب العظيم أي وكانوا قوما شأنهم ودأبهم ذلك .
وقد يؤخذ مما ذكر تعليل إستكبارهم والحمل على العطف الساذج لا يناسب البلاغة القرآنية ولا يلائمها فمعلوم هذا القدر من سوابق أوصافهم فلما جاءهم الحق من عندنا الفاء فصيحة أيضا معربة عما صرح به في مواضع أخر كأنه قيل : قال موسى : قد جئتكم ببينة من ربكم إلى قوله تعالى فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظريم فلما جاءهم الحق قالوا من فرط عنادهم وعتوهم مع تناهي عجزهم : إن هذا لسحر مبين 76 أي ظاهر كونه يحرا أو واضح في بابه فيما بين أضرابه فمبين من أبان بمعنى ظهر وإتضح لا بمعنى أظهر وأوضح كما هو أحد معنييه والإشارة إلى الحق الذي جاءهم والمراد به كما قال غير واحد الآيات وقد أقيم مقام الضمير للإشارة إلى ظهور حقيته عند كل أحد ونسبة المجيء إليه على سبيل الإستعارة تشير أيضا إلى غاية ظهوره وشدة سطوعه بحيث لا يخفى على من له أدنى مسكة ومن هنا قيل في المعنى : فلما جاءهم الحق من عندنا وعرفوه قالوا إلخ فالإعتراض عليه بأنه لا دلالة في الكلام على هذه المعرفة وإنما تعلم من موضع آخر كقوله سبحانه : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم من قلة المعرفة لظهور دلالة ما علمت وكذا ما قالوا بناء على ما قيل من دلالته على الإعتراف وتناهى العجز عليها وقريء لساحر