وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لإستمرار عدم إيمانهم في الزمان الماضي أي فما صح ولا إستقام في وقت من الأوقات أن يؤمنوا لشدة شكيمتهم ومزيد عنادهم وضمير الجمع هنا للقوم المبعوث إليهم وكذا في قوله تعالى : بما كذبوا به من قبل والباء فيه صلة يؤمنوا و ما موصولة والمراد بها جميع الشرائع التي جاء بها كل رسول أصولها وفروعها والمراد بعدم إيمانهم بها إصرارهم على ذلك بعد اللتيا والتي وبتكذيبهم من قبل تكذيبهم من حين مجيء الرسل عليهم السلام إلى زمان الإصرار والعناد وهذا بناء على أن المحكي آخر أحوالهم حسبما يشير إليه حكاية قوم نوح عليه السلام ولم يجعل التكذيب مقصودا بالذات كما جعل عدم إيمانهم كذلك إيذانا بأنه بين في نفسه غني عن البيان وإنما المحتاج إليه عدم إيمانهم بعد تواتر البينات وتظاهر المعجزات التي كانت تضطرهم إلى القبول لو كانوا من أهل العقول وإذا كان المحكي جميع أحوال أولئك الأقوام فالمراد بهدم إيمانهم المفاد بالنفي السابق كفرهم المستمر من حين مجيء الرسل عليهم السلام إلى زمان إصرارهم وبعدم إيمانهم المفهوم من جملة الصلة كفرهم قبل مجيء الرسل عليهم السلام ويراد حينئذ من الموصول أصول الشرائع التي أجمعت عليها الرسل قاطبة ودعوا أممهمإليها كالتوحيد ولوازمه مما يستحيل تبدله وتغيره ومعنى تكذيبهم بذلك قبل مجيء رسلهم أنهم ما كانوا أهل جاهلية بحيث لم يسمعوا بذلك قط بل كأن كل قوم يتسامعون به من بقايا من قبلهم فيكذبونه ثم كانت حالهم بعد مجيء الرسل كحالهم قبل ذلك كأن لم يبعث إليهم أحد وقيل : المراد أنهم لم ينتفعوا بالبعثة وكانت حالهم بعد البعثة كحالهم قبلها في كونهم أهل جاهلية والأول أولى وتخصيص التكذيب وعدم الإيمان بما ذكر من الأصول لظهور حال الباقي بدلالة النص فإنهم حين لم يؤمنوا بما إجتمعت عليه الكافة فلأن لا يؤون بما تفرد به البعض أولى وعدم جعل هذا التكذيب مقصودا بالذات لأن ما عليه يدور أمر العذاب عند إجتماع التكذيبين هو التكذيب الواقع بعد البعثة والدعوة حسبما يعرب عنه قوله تعالى : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وإنما ذكر ما وقع قبل بيانا لعراقتهم في الكفر والتكذيب وفكك بعضهم بين الضمائر فقيل : ضمير كانوا و يؤمنوا لقوم الرسل وضمير كذبوا لقوم نوح عليه السلام أي ماكان قوم الرسل ليؤمنوا بما كذب به قوم نوح أي بمثله والمراد به ما بعثالرسل عليهم السلام لإبلاغه .
وجوز على هذا القول أن يراد بالموصول نوح نفسه أي ما كان قوم الرسل ليؤمنوا بنوح عليه السلام إذ لو آمنوا بأنبيائهم عليهم السلام ولا يخفى ما في ذلك ومن الناس من جعل الباء سببية و ما مصدرية والمعنى كذبوا رسلهم فكان عقابهم من الله تعالى أنهم لو يكونوا بيومنوا بسبب تكذيبهم من قبل وأيده بالآية الآتية وفيه مخالفة الجمهور من جعل ما المصدرية إسما كما هو رأي الأخفش وابن السراج ليرجع الضمير إليها وفي إرجاعه إلى الحق بإدعاء كونه مركوزا في الأذهان ما لا يخفى من التعسف وقيل : ما موصوفة والباء للسببية أيضا أو للملابسة أس بشيء كذبوا به وهو العناد والتمرد وهو كما ترى كذلك أي مثل ذلك الطبع المحكم مطبع فالإشارة على حد ما قرر في قوله سبحانه : وكذلك جعلناكم أمة وسطا ونظائره مما مر وجعل الإشارة إلى الإغراق كما فعل الخازن ليس بشيء والطبع يطلق على تأثير بنقش الطابع وعلى الأثر الحاصل عن النقش والختم مثله في ذلك على ما ذكره الراغب أيضا وذكرأنه تصور الشيء بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وأنه أعم من الختم وأخص من النقش والأكثرون على تفسبره بالختم مرادا به المنع أي نختم