فأصدق وأكن حيث عطف على ما دل عليه المذكور ووقع موقعه أو للصداق الذي في ضمن الجمع لأن المعنى آتوا كل واحدة من النساء صداقا وقيل : الضمير عائد إلى الإيتاء وأعترض بأنه إنما يستقيم إذا أريد به المأتي ورجوع ضمير إلى مصدر مفهوم ثم تأويل ذلك المصدر بمعنى المفعول لا يخلو عن بعد واللام متعلقة بالفعل وكذا عن بتضمينه معنى التجافي والتباعد وإلا فأصله أن يتعدى لمثل ذلك بالباء كقوله : .
وما كاد نفسا الفراق تطيب .
ومن متعلقة بمحذوف وقع صفة لشيء أي كائن من الصداق وفيه بعث لهن على تقليل الموهوب حتى نقل عن الليث أنه لا يجوز تبرعهن إلا باليسير ولا فرق بين المقبوض وما في الذمة إلا أن الأول هبة والثاني إبراء و لذلك تعامل الناس على التعويض فيه ليرتفع الخلاف نفسا تمييز لبيان الجنس ولذا وحد وتوضيح ذلك على ما ذكره بعض المحققين أن التمييزكما قاله النحاةإن إتحد معناه بالمميز وجبت المطابقة نحو كرم الزيدون رجالا كالخبر والصفة والحال وإلا فإن كان مفردا غير متعدد وجب إفراده نحو كرم بنو فلان أبا إذ المراد أن أصلهم واحد متصف بالكرم فإن تعدد وألبس وجب خلفه بظاهر نحوكرم الزيدون آباءاإذا أريد أن لكل منهم أبا كريما إذ لو أفرد توهم أنهم من أب واحد والغرض خلافه وإن لم يلبس جاز الأمران ومصحح الإفراد عدم الإلباس كما هنا لأنه لا يتوهم أن لهن نفسا واحدة ومجحه أنه الأصل مع خفته ومطابقته لضمير منه وهو أسم جنس والغرض هنا بيان الجنس والواحد يدل عليه كقولك : عشرون درهما والمعنى فإن وهبن لكم شيئا من الصداق متجافيا عنه نفوسهن طيبات غير مخبثات بما يضطرهن إلى البذل من شكاسة أخلاقكم وسوء معاملتكم وإنما أوثر ما في النظم الكريم دون فإن وهبن لكم شيئا منه عن طيب نفس إيذانا بأن العمدة في الأمر طيب النفس وتجافيها عن الموهوب بالمرة حيث جعل ذلك مبتدأ وركنا من الكلام لا فضلة كما في التركيب المفروض فكلوه أي فكلوا ذلك الشيء الذي طابت لكم عنه نفوسهن وتصرفوا فيه تملكا وتخصيص الأكل بالذكر لأنه معظم وجوه التصرفات المالية .
هنيئا مريئا صفتان منهنؤ الطعام يهنؤ هناءة ومرؤ يمرؤ مراءةإذا لم يثقل على المعدة وأنحدر عنها طيبا .
وفي الصحاح نقلا عن الأخفش يقال : هنؤ وهنيء ومرؤ ومريء كما يقال : فقه وفقهبكسر القاف وضمهاويقال : هنأني الطعام يهنئني ويهنأني ولا نظير له في المهموز هنأ وهنأ وتقول : هنئت الطعام أي تهنأت به وكذا يقال : مرأني الطعام يمرأ مرءا وقال بعضهم : أمرأني وقال الفراء : يقال : هنأني الطعام ومرأني بغير ألف فإذا أفردوها عن هنأني قالوا : أمرأني وقيل الهنيء الذي يلذه الآكل والمريء ما تحمد عاقبته وقيل : ما ينساغ في مجراه الذي هو المريء كأمير وهو رأس المعدة والكرش اللاصق بالحلقوم سمي به لمرور الطعام فيه أي إنسياغه وإنتصابهماكما قال الزمخشريعلى أنهما صفتان للمصدر أي أكلا هنيئا مريئا ووصف المصدر بهما كما قال السعد : على الإسناد المجازي إذ الهنيء حقيقة هو المأكول أو على أنهما حالان من الضمير المنصوب أي كلوه وهو هنيء مريء وقد يوقف على كلوه ويبتدأ هنيئا مريئا على الدعاء وعلى أنهما صفتان أقيمتا مقام المصدرين كأنه قيل : هنأ مرأ وأورد على ذلك مع أن الدعاء لا يكون من الله تعالى حتى أولوه أنه تحريف لكلام النحاة ومخالفة لهم فإنهم يجعلون إنتصاب هنيئا على الحال ومريئا إما على الحال وإما